أنجزها لواء القدس بحلب. . .

حلب – لواء القدس
تمت أكبر مصالحة مساء أمس في خيمة المحبة والوفاء التي أقامها لواء القدس خصيصا لإنجازها، بحضور وفود ووجوه من العشائر من عدة دول عربية، وعلماء وقضاة وأعضاء مجلس الشعب وممثلي أحزاب وفصائل فلسطينية، وحشد كبير من المدعويين .
واستهل اللقاء قائد لواء القدس الدكتور المهندس محمد السعيد ، شاكرا الحضور وكل من سعى لإتمام المصالحة التي تحدث لأول مرة في سورية بهذا الحجم الكبير، والتي طوت أي خلاف وفتحت صفحة جديدة .
وبعد أن رحب بالحضور، ألقى قائد لواء القدس كلمة له جاء فيها : نرحب بكم ونحن نلتقي اليوم في خيمة لواء القدس، خيمة ” المحبة والوفاء ” التي تمثل محبة الشعب للوطن ووفائه لقائد الوطن الدكتور بشار حافظ الأسد .
وأضاف : السادة الأكارم كثيرة هي الأحداث التي عشناها سوية في العقد الأخير من السنين وإن كان أبرزها تلك المؤامرة الدنيئة التي تعرضت لها سورية مع ما مثلته من محاولات إرباك وتمزيق للوطن عزفاً على وتر الدين مرة والطائفية مرة أخرى وصولاً للعشيرة والعائلة، وبالرغم من مأساوية التفاصيل فإنما يسجل لنا جميعاً أننا جابهنا وانتصرنا، انتصرنا لأننا كنا يد واحدة قائداً وجيشاً ومن وراء الكل شعباً أدرك الحقيقة فانحاز للطريق الطويل ، فكر القائد بشار الأسد كان النور الهادي للجميع ، فكرٌ يقدس أصغر مكونات المجتمع ويحافظ عليه ويستوعب أهل الدار ويعفو ساعة يستوجب الأمر ذلك، وبذات الوقت لا يحاور الأعداء بل يقاتل بكل شجاعة وإصرار .
ولفت السعيد إلى أنه على مستوى حلب نحن اليوم كما كنا دائماً عائلة كبيرة لا تخلوا تفاصيل يومياتها من حدوث أخطاء وتصرفات مرفوضة، لذلك ولمعالجة أسباب الأخطاء ونتائجها كانت دائماً وأبداً هدف الجميع، لكن كيف نعالج ذلك إذا قلنا إن الشرائع السماوية والأعراف قد أقرت أن المذنب ينال الجزاء قصاصاً فمن الخطأ أن يعتبر أي شخصا منا نفسه مسؤلاً عن تطبيق الحد والقصاص، وإلا لاخطلطت الأمور وأصبحنا في وسط غابة لا قانون فيها، بالمقابل نذكر أن هذه الشرائع والقوانين والأعراف ذاتها أيدت وعلى الدوام فكرة الصلح والمسامحة والسبب في ذلك أنها الفكرة الأسمى والأكثر نضجاً ووعياً وإدراكاً ولا يقوى على تنفيذها والسير فيها إلا كل عقل راجح حكيم، إما من ناحية لقضاء الله وقدره وإما من ناحية أخرى لمنع تطور مسلسل العادات الثأرية التي هي من أسوأ العادات البالية التي تهدم المجتمع، ومن هنا يضيف قائد لواء القدس ، أحيي وبكل حرارة ضيوف خيمتنا هذه من كبار العائلات وشيوخها ووجهائها الذين برهنوا على وعيٍ وحس عالٍ بالمسؤولية اتجاه عائلاتهم أولاً واتجاه عائلات الطرف الآخر والقول الأصح اتجاه مجتمعهم ووطنهم فكان الرضا بالصلح تطبيقاً عملياً لما قرأناه وتنفيذاً لتعاليم الدين الذي ارتضيناه وسيراً على خطا سيد الوطن الذي أحببناه تطبيقاً يحافظ على الجسد الواحد ويشكل سياجاً منيعاً يستحيل على العدو اختراقه ، ألم نقرأ في سير الأقدمين أن الأمة الموحدة كانت على الدوام منتصرة ولم تهزم إلا عندما تفرقت ، ألم يطالبنا القرآن الكريم والأديان السماوية بالجنوح إلى السلم حتى مع الأعداء إن هم جنحوا، فما بالك ونحن عائلة ولسنا أعداء ألم يعلمنا القائد بشار الأسد دروساً في الصفح عن الذين ضلوا الطريق، فما موقفنا ونحن جميعنا مؤيدين للوطن وقائده، هذه اللحظات سيحتفظ بها التاريخ ليروي للأجيال سيرة رجال برهنوا أنهم حق الرجال عاشوا القضايا بحكمة ووعي وتروي وكان صلحهم نتاج طبيعي لسداد رأي يحترم مجتمعه من دون أن يبرر للمذنب فعلته .
وأضاف : لواء القدس الذي دافع عن الوطن وافتداه بخيرة شبابه قد تولى اليوم تنسيق هذا الحدث، الهدف منه تصفية نفوس العائلات كي تبقى السواعد متصافحة بحب ووئام، متماسكة قوية في وجه عدو نعرفه جميعاً بأصله وتفرعاته، لذا كل مؤمن بالله ومحب للوطن سيكون سعيداً لرؤيتكم هنا تجتمعون متصالحين متحابين متآخين .
شاكرا كل من شارك وساهم في إنجاح هذا التوجه، معاهدا أن رجال لواء القدس سيبقون كما عهدتوهم دائماً في ساح الورى ودعاة لنشر المحبة والإخاء وهذا ما نراه ونعتبره مصداقاً لتوجه شعارنا ” وطن لا تحميه لا تستحق العيش فيه” .
وختم بالقول : نفخر اليوم بأننا حققنا نصراً تاريخياً لأهالي حلب وشعب سورية المعطاء لإنجاز سبع مصالحات بين ” ٣٠ ” عائلة لنقول للجميع كلمة واحدة ، كلنا معك يا قائد الوطن ونجدد لك الوعد والعهد في كل وقت وحين، فسر بنا حيث النور فنحن وإياك إليه واصلون أو دونه مستشهدون ، كل الشكر للعائلات والعشائر الوطنية الكبيرة التي استجابت لنداء الصلح بكل صدر رحب فإن دل هذا فإنه يدل على الطيبة والمحبة والأصالة والإنتماء للوطن وقائد الوطن وبصلحهم هذا تم وأد الفتنة وحقن الدماء وتوحيد الصف لنوجه رسالة لأعداء سورية الأسد أن الشعب السوري شعب واحد لا يفرقه الخلاف، شعب يلتف حول قائده الرمز بشار حافظ الأسد حتى بلوغ
النصر الذي هو وعد الله ورسوله .
وأكد الشيخ مصطفى الدهان رئيس دائرة التفتيش الديني في مديرية أوقاف حلب نبل تأليف القلوب وتوحيد الصفوف ونبذ الخلاف والصلح الذي يجمع الأخوة المتخاصمين ليعودوا أخوة متحابين، شاكرا من كان سبباً في هذا الجمع المبارك، خاصة الدكتور المهندس محمد السعيد قائد لواء القدس وإخوانه والشيخ مطرود وكل شيوخ العشائر والقبائل الذين كان لهم الأثر في تأليف هذه القلوب وجمع هذه الوجوه الطيبة على ما يرضي الله ورسوله .
وأضاف : نحن الآن في هذه الساعة قد شهدنا أعظم لحظة من جمع هذه القلوب وتأليفها ونبذ الخلاف والتسامح والمحبة تحت خيمة الوطن الواحد لندافع عن أرض سورية ومن أجل أن نقف صفا واحدا ضد الذين يريدون الخراب لوطننا سورية تحت أمرة قائد هذه الأمة السيد الرئيس بشار الأسد، سائلا الله تعالى أن يحمي سورية وجيشها وقائدها وأن يرحم الشهداء ويشافي الجرحى وأن يبارك في هذا الجمع الطيب المبارك .
بدوره الشيخ محيي الدين محيي الدين أثتى على هذه المبادرة الطيبة التي قام بها قائد لواء القدس وهو الذي عرف عنه هذه المبادرات، منوها بدور لواء القدس في الدفاع عن هذا البلد ، قائلا : هذه مبادرة طيبة أسأل الله سبحانه وتعالى أن تعمم في جميع أرجاء الوطن، فنحن بحاجة إلى هذه المبادرات حتى نعود أمة واحدة يجمعنا حب الوطن بكل أطيافه، سائلا المولى عز وجل أن ينصر هذا الوطن في معركة تحريره كما نصره في معركة التصدي للإرهاب، وأن يعم على هذا البلد الأمن والأمان .
نعم هذا ما كان عليه لقاء ” خيمة المحبة والوفاء “، لقاء صفح وعفو وتسامح، لأن السلم الأهلي فوق كل الاعتبارات، ولا تحسب المشكلة على لون أو عائلة أو فريق، بل كل نفس بما كسبت رهينة، وما حدث اليوم هو عنوان لحماية مجتمعنا وحصانته والإبتعاد عن خطاب الكراهية أو التحريض والحفاظ على التنوع الغني الذي يشكل صورة عن سورية الجميلة الذي نحبها ونتمناها، فنحن جميعاً نبقى عائلة واحدة متماسكة ما بقي الليل والنهار .