مقالات

بين الشمال والجنوب تكمن اللعنة الامريكية.


لايمكن فصل ماحدث ويحدث في الشمال السوري من صدامات ومعارك بين مكونين سوريين غير وطنيين وبين مايجري في الجنوب من حراك عناوينه مطلبية معيشية لكن جوهره ضرب الوحدة الجغرافية والبشرية المجتمعية للسوريين.
لم يخفي الامريكي وعملائه منذ بداية الحرب أن هدفهم تحطيم وتفتيت الدولة والمجتمع السوري بعناوين طائفية ومناطقية.
منذ بداية الاحداث المؤسفة في السويداء تجنبت الحديث عنها والكتابة فيها بسبب حساسة المرحلة وخشيتي من تكرار عناوين ومفاهيم بغيضة مثيرة للغرائز عند الكثيرين.
اما مادفعني اليوم للكتابة حدثين خطيرين جدا.

  1. مهاجمة البعض لمقرات حزب البعث العربي الاشتراكي
  2. الاتصال الذي جرى بين مسؤول أمريكي مع احد الرموز الدينية الوازنة في السويداء.
    تطور الاحداث هناك وتدرجها يشير الى حقيقة واحدة أنها حلقة في سلسلة المؤامرة والمخطط الصهيو أمريكي لاستهداف سورية الدولة والدور.واشدد على الدور لأن استهداف مقرات البعث في حقيقته هو استهداف لفكره ودوره وايديولوجيته .كونه الحزب الوحيد المتبقي الذي يحمل فكرا تحرريا وحدويا استقلاليا سياديا على امتداد الوطن الكبير بغض النظر عن الممارسات السلبية الخاطئة لبعض قياداته وكوادره.وهذه الممارسات لايجب ان تكون مبررا لقتل واغتيال حزبا بفكره وايديولوجيته الوحدوية التحررية على مدى ثمانيا عاما من النضال والبناء الوطني والقومي والانساني.
    أما الاتصال الهاتفي بين المسؤول الامريكي مع الرمز (الديني)في المحافظة جاء بعد تصريحات غير وطنية وغير مسؤولة للأخير كشفت حقيقة ماجرى وما سيجري في الجنوب السوري لاستكمال القوس الامريكي الحلم والذي يغطي منطقة جغرافية تمتد من الجنوب مرورا بالتنف لربطه جغرافيا وميدانيا بالشمال السوري وصولا الى الحدود العراقية وبالتالي محاولة فصل العراق بريا عن سورية وعبرها فصل ايران عن سورية أيضا مما يعني برأي المخطط الامريكي تقطيع الجغرافيا السورية اثنيا وطائفيا وبالتالي تفتيت سورية كادولة موحدة واحدة.
    التواصل الامريكي مع حراك الجنوب لم ينقطع بل كان من وراء الستارة أما بعد تصريحات الرمز الديني فقد آن لأن يطل الامريكي بنفسه ويوجه الحراك في مراحله القادمة .
    كما أظن بأن الاتصال( الودي) الداعم للحراك هو بمثابة اعلان حكم الاعدام للرمز الديني لمزيد من اشعال الجنوب ومزيد من التشنج الطائفي والمذهبي والمناطقي .وبغرض خلط الاوراق من خلال اثارة الغريزة الطائفية لمكونات اجتماعية ضمن المجتمعات اللبنانية وفي فلسطين المحتلة والجولان السوري.
    يراهن الشعب السوري على الأوفياء الوطنيين في الشمال والجنوب لافشال هذا المخطط الصهيو أمريكي المتجدد.
    برهان شعبان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى