مقالات

متى يموت الموت؟!

متى يموت الموت في غزة ؟

صلوا كي لا تشرق الشمس !

ما ناموا ولا أكلوا ولا شربوا .

سمعوا أصوات الأطفال وأنين الشيوخ ومن بعيد شبهت لمسامعهم زغاريد النسا ء الحاملات !

قعدوا على مداخل الخيام ينتظرون وليس من ات لهم بخبر .

لم يبق من الخيمة إلا بابها ، صار سقفها راية للريح !كتبوا الرسائل، سلموها لموج البحر كي تصل إلى الاحبة في المهجر …ثم قتلوا ! الناس من أقاربهم في المهجر ينتحبون ، عيونهم مواعيد وخطاهم معلقة بالرصيف او على عتبات البيوت والأفق بعيد …مات صاحب الدكان وليس في المكان رغيف . ما عاد للألم سقف او سلالم …سالوا الحجر الكبير عن المقتول ، قلبوه على مهل علهم يجدوا الرضيع لكنهم ما وجدوا إلا دما قد احترق ! صرخوا مرارا في فتحة الخندق عل الرفيق يجيب … النار تشب بالبيوت على يد المجنون ، لا شيء يثنيه ، القتل يغويه ولساعده اياد كثيرة !وحده الكلب التائه يعوي ويجري ثم يسقط برصاصة طائشة…والليل يركض في الصحاري يفتش عن النوم في جفون الرمال ! ما عاد للصبح بريق وما صلى على الروح رفيق !هدموا حائط السماء فنزل المطر ولا غيث منه بل وحول !يعد الزنديق مسابك الذهب .يضحك خلف الباب . احول العينين ، انفه المعكوف يشتم خلو المكان …ما عاد للناس بال ولا سمع يفيد !اعتادوا على الخبر والقهر يجري بعيدا عن حيهم ولهم هموم اخرى ؛ ينتظرهم كلبهم على الباب يشد بصاحبه إلى مشواره الموعود كل مساء…الجار لا يفتح الباب ، له مع الترفيه موعد آخر وفي فسيح المكان ألعاب شتى …وصراخ لهدف في الوهم !سالت الطفلة امها متى يعود أبوها ؟ وأخوها ؟ وامها لا تجيب …الراكض من بعيد يصرخ : اهربوا أيها الناس ! اهربوا ! والناس لا درب لهم ولا ملاذ …رحل الغراب من هول الخراب !حوصر الكل من كل جانب : لا حل من عاقل ولا صدق من حليف :… الكل مأخوذ بكوب من شراب غرر به ، فشلت يداه واستتر اللسان وفي البال انتظار لحسم او قيامة ؛ كم وفي الشراب سم وهلاك !كالواقف على باب أبليس ينتظر مفتاح الجنان …

للمرء في دنياه مسار ما تبدل او تغير : الوهم مضناه والعنف مسواه وفي الحالين عقم لا محال …في العقل كنز لا قعر له ولا سقف : عيبه في الوجدان الخفي يجره إلى الجرم البغيض والظلم الرهيب .تبادل السارقون الأدوار ، وتحابوا في كل حين وفي قلوبهم غي في اتفاق، وعلى لسانهم رياء وفي عيونهم شر مستدام !

في قلبي الم وفي مهجتي سقم ؛ لكن في النفس امل ان تحفظ الطبيعة أوزانها ويغلب السر العظيم في توازنها العتيد، حيث يزهر الربيع لا محال وان طالت الأعاصير …تشقى الأزاهر مددا من اجل قطرة من عطر ثمين !

د.صلاح منصور

طبيب اختصاصي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى