المقالات

جاء على عجل وعاد بخفي حنين


حضور الرئيس الأوكراني فلادميرو زيلنيسكي أعمال القمة العربية في مدينة جدة السعودية والذي جاء متأخرا عن موعد الافتتاح الرسمي لها مما استدعى من رئيس القمة تأجيل الافتتاح لبعض الوقت انسجاما مع شيم وأعراف العرب في استقبال ضيوفهم.
لن أدخل في تفاصيل أسباب الزيارة والمشاركة .فقط سأذكر نقطتين إثنتين.
الاولى..من المؤكد أن الغرب الأمريكي (تحالف الناتو) وتحديدا بريطانيا من طلب منه ذلك بهدف التشويش على حضور الرئيس السوري الفاعل والمؤثر الذي خطف الاضواء عالميا.
الثانية..قبول رئاسة القمة حضور زيلينسكي ومشاركته لايعني بالضرورة املاءات أمريكية او غربية.لاضير عربيا بسماع وجهة نظر الرئيس الاوكراني حول الحرب الدائرة في أوكرانيا وهذا لايعني اطلاقا أن دول الخليج العربي بستقبال زيلينسكي باتت في عداء مع روسيا الاتحادية الذي ارسل رئيسها بوتن برقية الى القمة العربية .كما لايعني أن النظام العربي الرسمي بعيد عن مجريات واسباب الحرب الاوكرانية قبل الزيارة.
استجداء زيلينسكي العرب مؤشر على ضعفه اولا ومؤشر كذلك على رغبته بالوساطة العربية مع موسكو.كما اعتقد انها مؤشر على رغبة الناتو في الوساطة العربية لانهاء الحرب هناك خاصة بعد تدمير واحراق منصات الباتريوت الامريكية والتي ستؤثر بشكل كبير وسلبي على ثقة المستهلك العسكري في دول العالم بمجمع الصناعات العسكرية الامريكية. بصواريخ كينجال الروسية مافوق الصوتية .واستهداف كييف العاصمة وحرقها روسيا ان لازم الامر . ويبدو أن الغرب الاوربي وصلته رسالة روسيا .كينجال .اسكندر.
وفي مقلب آخر وأثناء المؤتمر الصحفي لوزير خارجية السعودية والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط.تناول كثيرون شرحا ونقدا وملاحظات وتأييدا لأسئلة السيدة الاعلامية ربى الحجلي من الوفد الاعلامي السوري الرسمي .
برأيي لم تخرج في أسئلتها عن سياق توجهات السياسة السورية من حيث المضمون(اللبيب من الاشارة يفهم) انما كانت بعض المفردات التي استخدمتها توحي للآخر بحقيقته مما دفعه للغضب والانفعال .وكان الاجدى لغة تصالحية من السيدة ربى التي احترمها واحترم جرأتها ومهنيتها وأتوجه لها ولأعضاء الوفد الاعلامي السوري بالتحية.
بعيدا عن نظرية المؤامرة. يبدو أن من انفعل ومنع الاعلامية السورية من إكمال سؤالها. فقط لأنها قالت حقيقته.
أما الاخ الاعلامي المصري الذي انبرى للدفاع عن ابو الغيط جسد تماما في مداخلته أخطر أمراضنا المزمنة وهو مرض( التعصب) للاقليم والقطرية الضيقة.
ولمن يسأل ..جاء زيلينسكي وحضر القمة العربية وألقى كلمته وغادر…ماذا أخذ معه ؟! أجيب… عاد بخفي حنين
وستثبت قادمات الأيام ذلك.
العالم يتغير .والعرب يتغيرون .وخياراتهم الاستراتيجية واصطفافاتهم السياسية والاقتصادية تتبدل تبعا لمصالحهم ومصالح الشعب العربي .مع حفاظهم على مسافة واحدة (أحيانا ) مع التكلات العالمية ودون معاداة أحد لافي الشرق ولا في الغرب .أولوية العرب بعد قمتهم ال32 .لم الشمل العربي وازالة عوامل وأسباب القطيعة والنزاعات البينية.وتحقيق التنمية المستدامة لشعوبهم .
برهان شعبان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى