الأخبار العالميّة

✋🏻دفاعا عن اصحاب عقلية “المسرحية والتمثيل”:


(ماهر الملاخ)
كثيرا ما استفزتني هذه العقلية التي تظهر مرة مرة من كثير من الاصدقاء.
فأتساءل: يا ترى هل انا المخدوع ام هم المتوهمون؟”
فقررت ان أستقرئ طبيعة هذه العقلية، ربما أتبنى منطقها إذا ما بدت لي وجاهتها.
فعملت على استعراض لحظات ظهور واختفاء تلك القراءة، والمنطق الذي تعتمد عليه في تحليلها للاحداث. فوجدت ما يلي:

  • تظهر هذه القراءة “التمسرحية التمثيلية” كلما كانت هناك إنجازات تكشف ضعف العدو الصهيوني او الامريكي. مثل ما جرى الليلة، بل حتى ما جرى يوم 7 اكتوبر. ومثل انسحاب امريكا من افغانستان 2021، وانسحاب اسرائيل من غزة سنة 2005، وقبلها من جنوب لبنان سنة 2000، ثم حرب اكتوبر 73.. وغير ذلك من الاحداث.
  • في حين تختفي هذه القراءة كلما كانت هناك هزيمة ضدنا. مثل نكبة 48 ونكسة 67، واجتياح 82، وغزو الكويت 91، وغزو افغانستان 2001، وغزو العراق 2003، العدوان غزة في 2008 و2012 و2014 و2019 و2021 و2022 و2023. ناهيك عن الاعتداءات الجزئية المستمرة مثل اقتحامات المسجد الاقصى والاعتداء على المرابطين والحرائر واغتيال المجاهدين…

فحين نتأمل لحظات ظهور واختفاء تلك القراءة التمسرحية، وحين نستحضر منطقها الانتقائي المغرق في التأويلية البعيدية، يمكن ان نستخلص الخلفية المتحكمة في تلك الذهبنية:
يظهر جليا ان الواقع الثابت لدى هذه العقلية هو فقط ان العدو قوي مسيطر متحكم ولا مجال لهزيمته او التحرر منه. وكل ما يُظهر ضعفا او تراجعا للعدو انما هو في حقيقته مجرد وهم لا ينبغي ان نثق به.
وبالتالي، فهي ذهنية تتعاطى مع اي حدث يمكن ان يزكي حالة الاحباط واليأس والعجز باعتباره حدثا حقيقيا لا مجال فيه للتأويل.
كما تتعاطى، في المقابل، مع اي حدث يمكن ان يرفع درجة الامل في التحرر والانعتاق باعتباره مجرد وهم لا ينبغي التفاعل معه.
إنها ذهنية، قد تكون مخلصة من الاعماق لقضيتها العادلة، لكنها من كثرة ما عانت من ألم الإحباط، فقد وجدت بلسمها وراحتها في براثن اليأس. لذلك تقاوم بل تعادي اي قراءة تخرجها مما تنعم فيها من يأس وإحباط وعجز.
هذه الحالة، بمعايير علم النفس الموضوعية، تشخّص على انها حالة اكتئاب ذهاني مزمن، تصل درجته الى مستوى الإدمان المتقدم، حيث يستسلم المدمن للراحة المطلقة متمنيا الراحة النهائية وهي الموت، للخلاص مما يعانيه.
إن اصحاب هذه الذهنية، قد خرجت من كونها “ذهنية” ووصلت لحالة “الذهانية”.

لكل ذلك ايها الاصدقاء، ارجوكم توقفوا عن مهاجمة هؤلاء.
لا تهاجموهم ولا تناقشوهم.
عالجوهم.
عالجوهم بالايمان بنصر الله القادم
عالجوهم بأن وعد الله في نهاية علو بني إسرائيل هو وعد صدق ثابت
عالجوهم بأن دور المظلوم ان يظل مقاوما للظلم حتى لو كان ضعيفا.
عالجوهم بأن أغلى ما يمكن ان يفقده، المظلوم ليس ماله وبيته او اولاده او نفسه، بل كرامته وإيمانه.
فإن لم ينفع معهم ذلك العلاج، فدعوهم وشأنهم، فقد تُودّع منهم.
والسلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى