مقالات

قراءة في “طوفان الاقصى” 15 إنجازا تثبت أن “حماس” انتصرت

يرى المراقب والمحلل السياسي الفلسطيني، رأفت مرة، أن “الحكم على نتيجة أي معركة أو حرب، مرتبط بالأهداف التي حددها كل طرف والغايات التي عزم على الوصول لها ضمن رؤيته الاستراتيجية، وليس ضمن الوسيلة التي يستخدمها”.ويطرح “مرة”، بعد 79 يوما من العدوان الإسرائيلي على غزة، سؤالا جوهريا “هل انتصرت حماس؟”، ويحاول الإجابة عليه، مستدلا بمجموعة من الحقائق على الأرض، ومستندا إلى تصريحات لصناع القرار السياسي والأمني ومجموعة محللين غربيين وإسرائيليين.ويضيف الكاتب : عند قراءة العنوان سينقسم الناس إلى اتجاهات: منهم من سيقول أن حماس انتصرت، ومنهم من سيقول أنها خسرت، ومنهم من سيقول أنه من المبكر الإجابة لأن المعركة لم تنته”.ويشير مرة أن “حركة حماس تمتلك رؤية استراتيجية تقوم على مقاومة الاحتلال، واستمرار المقاومة وإنهاك الاحتلال حتى التحرير الشامل وبناء الدولة”.ويعتبر أن “عملية 7 أكتوبر عملية ( طوفان الأقصى )، أهم وأقوى العمليات التي نفذت ضد الاحتلال طوال تاريخ الصراع، وحققت حماس أهدافا استراتيجية واضحة، أهمها أنها زلزلت أركان الكيان وأحدثت هزات ضخمة داخله، وحطمت صورة جيشه وأمنه، وأفقدته مكانته الاستراتيجية، وأفقدت كذلك ثقة المجتمع بقدرة الجيش على حمايته”.هزيمة الاحتلالبالمقابل، “نفذت حكومة الاحتلال الإسرائيلي عدوانا وحشيا على غزة، وأعلن بنيامين نتنياهو، أن الحرب تسعى إلى تحقيق الأهداف التالية: القضاء على حماس، وإعادة الأسرى، وتعيين إدارة جديدة في غزة من دون حماس، وبناء شرق أوسط جديد من دون حماس”، وفق “مرة”.إضافة إلى هذه الأهداف الكبرى، يتابع “مرة”، حدد الاحتلال مجموعة أخرى من الأهداف أهمها: “تدمير الأنفاق وترحيل الفلسطينيين إلى مصر، وطرد الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها، وإدخال قوات دولية إلى القطاع، وبناء مخيمات للنازحين في منطقة المواصي جنوب القطاع، وأعادة تموضع قوات الاحتلال حول وداخل غزة”.ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، يقول المحلل السياسي الفلسطيني، إن “الاحتلال الإسرائيلي استخدم كل أدوات القتل والتدمير والإرهاب والوحشية، وحصل على غطاء سياسي وعسكري وقانوني أمريكي، ودعم كبير من حلفائه، واستخدم أكثر من 75 الف طن من المتفجرات، وحشد 350 الف جندي، وحصل على دعم أمني واستخباري واسع من جهات أوروبية، واستخدم أساليب العقاب الجماعي والطرد والترحيل والإبادة الجماعية”.ويضيف: “كل ذلك كان ضد المدنيين والأهداف المدنية، ودون أن يحقق الاحتلال أي نتيجة سياسية أو عسكرية، ودون تحقيق أي مكسب استراتيجي، ولم يتمكن الاحتلال من تحقيق أي هدف من سلة الأهداف التي أعلنها، وهذا أهم فشل له، لدرجة أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستنأ حذر الجيش الإسرائيلي من أنه يحقق نجاحات تكتيكية لكنه يخسر المعركة الاستراتيجية”.دلالات الفشل الإسرائيليويذكر “مرة” أهم الدلالات، التي تؤشر على فشل وإخفاق الاحتلال بعدوانه على غزة، إذ “ارتفعت الأصوات السياسية داخل الكيان الصهيوني التي تشكك في أهداف حكومتهم، وتعتبر أن الحكومة لا تمتلك اهدافا واقعية، وأن الفريق الحكومي زج الجيش في معركة خاسرة، وتعالت الاصوات التي تدعو إلى وقف الحرب، وزاد الشرخ الشعبي، وتراجع تأييد المجتمع للفريق الحاكم، ودعا 3 رؤساء حكومات اسرائيليين سابقين نتنياهو للاستقالة”.ويتابع: “سحب الجيش الإسرائيلي كتيبة من لواء غولاني من غزة بسبب خسائرها، وعجز الاحتلال عن إطلاق سراح أسير واحد، وتهشمت صورته أمام العالم، واتهم نتنياهو علنا انه يدير الحرب لأهدافه الشخصية، واقتنع غالبية العالم بكذب حكومة الاحتلال”.

ويتابع: “قدرت جهات محايدة عدد قتلى وجرحى الاحتلال بأكثر من 10 آلاف جندي وضابط، كما أعلن قسم التأهيل في جيش الاحتلال عن إنشاء وحدة للدعم النفسي انضم لها 2800 جندي، وتظاهرت عائلات الأسرى بشكل متواصل في تل أبيب متهمة الحكومة بعدم الاهتمام بأبنائهم، ووصف الكاتب الإسرائيلي حاييم ليفنسون المجتمع بأنه (يحب الأكاذيب وحماس اركعت جيشنا)”.واستعرض “مرة” مجموعة من الشهادات لعدد من المحللين والخبراء الغربيين حول انتصار “حماس” وهزيمة الاحتلال.- يقول بول روجرز، أستاذ دراسات السلام في مقال في صحيفة /الغارديان/ البريطانية، (الخميس 21 كانون الاول/ ديسمبر): (إسرائيل تخسر الحرب ضد حماس لكن نتنياهو لن يعترف بذلك).- تقول مجلة /انترسبت/ الأمريكية، (الخميس 21 كانون الاول/ ديسمبر): (إسرائيل تنجح في قتل المدنيين وتدمير البنى التحتية لكن الهجوم البري تحول إلى مستنقع).- يقول جيل جاكوبس في /الجيروزاليم بوست/العبرية، (الخميس 21 كانون الاول/ ديسمبر): ( على أولئك الذين يهتمون باسرائيل الدعوة لانهاء الحرب، هذا الموقف هو الاكثر تأييدا لإسرائيل بل الاكثر يهودية).- يقول ايهود اولمرت رئيس حكومة الاحتلال الأسبق (الجمعة 22 كانون الاول/ ديسمبر): (الكل يعلم أن هدف استئصال حماس لن يتحقق، يجب الوقف الفوري للحرب).- يقول السفير الأمريكي الأسبق في الكيان الصهيوني مارتن إنديك الجمعة 22 كانون الاول: (حماس لن تهزم وعلى تل ابيب التفاوض معها لاطلاق الرهائن).- كتب توماس فريدمان في صحيفة /نيويورك تايمز/ الأمريكية، السبت 23 كانو الاول / ديسمبر : (على الولايات المتحدة ان تخبر إسرائيل ان هدف محو حماس من على وجه الأرض لن يتحقق،..هناك انزعاجا في الجيش من حقيقة أن حكومة نتنياهو تطلب منه خوض حرب دون هدف سياسي محدد بوضوح او جدول زمني او الية للفوز والسلام ).- خلص نائب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق يائير غولان، في صحيفة /معاريف/، الأحد 24 كانون الاول/ ديسمبر إلى أن: (أبناؤنا يقتلون في غزة دون وجود إنجازات، وحماس هي من يدير الصراع ويجب التوصل لاتفاق مع حماس ليس مع أي فاعل آخر )- لكن أفضل ما يعبر عن المستقبل، وفق “مرة”، هو ما كتبه ديفيد هيرست في /ميديل ايست آي/ (السبت 23 كانون الاول/ ديسمبر): إن شعار حكومة نتنياهو (ميتوت حماس اي تسقط حماس)، يمكنهم تحويله إلى( ميتوت إسرائيل).ويعود الكاتب مرة، ليسرد 15 إنجازا حققتها حركة حماس، تدلل على انتصارها وهزيمتها لجيش الاحتلال، منذ 7 اكتوبر:

1- أحدثت عملية طوفان الأقصى زلزالا كبيرا داخل الاحتلال وصدمة وضربة استراتيجية، فشل الاحتلال في الوقوف بعدها على قدميه أو استعادة صورته.

2- أعادت حماس الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية، وأصبح العالم يتحدث عن ضرورة إعطاء الفلسطينيين حقوقهم الأساسية.

3- التف الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج حول حماس والمقاومة، وأصبحت حماس أكثر شعبية وزادت ثقة الفلسطينيين بالمقاومة ومطالبها، وأن المقاومة هي القادرة على تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني وليس مسار التسوية المذل.

4- صمد الفلسطينيون في قطاع غزة وتحملوا وحشية الاحتلال وقدموا تضحيات ضخمة جدا، وأصبحت غزة ملحمة إنسانية في البطولة والفداء والصبر والمقاومة والصمود.

5- حققت حماس انتصارا أخلاقيا إنسانيا على مستوى العالم، وأصبح الاحتلال كيانا غارقا في الوحشية، وتجددت الصورة المشرقة للمقاوم الفلسطيني، ويكفي صورة خروج الاسرائيليات من غزة وشهاداتهن بحق أخلاق عناصر القسام.

6- حققت حماس انتصارات إعلامية متلاحقة، وأثبتت مصداقيتها وموضوعيتها ونجحت في تحقيق مصداقية إعلامية.

7- أجبرت حماس الاحتلال الإسرائيلي على وقف عدوانه وإجراء تهدئة مؤقته، بعدما ظل يرفض لأكثر من 40 يوما.

8- ادت جهود حماس لدفع الاحتلال لتحرير العشرات من النساء والأطفال وتحول مشهد تحريرهم في الضفة الغربية إلى مشهد عالمي.

9- واصلت حماس قصف العمق الصهيوني بالصواريخ من داخل مناطق ادعى الاحتلال أنه يسيطر عليها، كما واصلت حماس ضرب جيش الاحتلال في المناطق التي دخلها منذ 60 يوما وادعى السيطرة عليها.

10- ظلت حماس وظل الفلسطينيون صامدون في مناطق شمال غزة، ووجهوا من هناك ضربات كبيرة للاحتلال.

11- شاركت الضفة الغربية في المقاومة، ونفذ الاحتلال اعتداءات إرهابية من قتل واغتيال واعتقال، لكنها عززت مشروع المقاومة في الضفة والقدس.

12- دخل الفلسطينيون من لبنان على خط مقاومة الاحتلال، وقصفوا شمال فلسطين بالصواريخ، وخاض مقاتلوا القسام من لبنان معارك مع العدو.

13- دخلت جماعة (أنصار الله- الحوثية) اليمينة، وحزب الله من لبنان في المعركة، ووجها ضربات عسكرية وأمنية قوية جدا للاحتلال ومؤثرة من الناحية الاستراتيجية، اربكت العدو وأضعفت قدراته.

14- تحولت مواقف دول داعمة بالمطلق للاحتلال إلى مواقف تدعو لوقف العدوان وادخال المساعدات ووقف استهداف المدنيين.

15- ظلت حماس تضرب دبابات وناقلات جند وجنود الاحتلال بعنف داخل غزة وفي محيطها، ونجحت كتائب القسام في تقديم الأدلة المثبتة بالصوت والصورة بشأن تدمير آليات الاحتلال وايقاع جنوده بين قتيل وجريح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى