مقالات

غزة والحوثيين يتنصرون لمصر… ومصر تعض على انيابها ولا تزمجر

ميخائيل عوض.

بيروت؛ ١٣/ ١٢/ ٢٠٢٣.

مصر في عين العاصفة، واسرائيل قادت وتقود مؤامرة تفكيكها وتدمير دولتها وجيشها، وهذا هدف محوري للغزوات الامريكية في العرب والمسلمين، وقد اعلنت على السنة كبار المسؤولين الأمريكيين وقالوا عند غزو بغداد؛  ان الهدف سبعة عواصم و الجائزة الكبرى القاهرة التي يسعى اليها الأمريكي والاسرائيلي فمصر هي عين القصد والهدف.وبرغم خروجها من الصراع بعد كامب ديفيد وتحولها من قوة محورية في العرب والمسلمين والعالم مع عبد الناصر تم تصغيرها وتحويلها الى جمهورية موز تحركها امريكا واسرائيل لخدمة الكيان وادامة هيمنته وتطبيعه، وترك سورية والمقاومة التي اطلقت خيارها وأنشأتها تقاتل لوحدها وتعرضت للمؤامرات والحروب  وكان لمصر السادات وحسني مبارك والاخوان المسلمين ان تامروا على سوريا وسعوا لإسقاطها لتامين المشروع الاسرائيلي بتفكيكها وتدمير جيشها ودولتها، ولم يخفي مرسي الرئيس المصري الاخواني الاهداف ودعى صراحة للجهاد في سورية من منصة استاد القاهرة وكان تعاقد الاخوان مع اسرائيل وامريكا لتصفية القضية الفلسطينية بإقامة دولة للفلسطينيين في سيناء عين الهدف الذي تسعى له إسرائيل اليوم في حرب تدمير وابادة وتهجير غزة . فكان للإخوان وولائهم للأمريكي والاسرائيلي الجيش المصري بالمرصاد وبعيون يقظة وارادة وطنية صلبة لا تهادن، والجيش يمثل روح مصر ويجسدها، فقرر اسقاط الاخوان وانتزاع مصر من بين انيابهم بعد ان تكشفت اهدافهم وتعاقداتهم مع امريكا واسرائيل.بضربة موفقة اسقط الجيش الاخوان والمؤامرة، وامن مصر ونجح بتصفية الارهاب فيها ومن سيناء وليبيا والسودان المتحالف مع الاخوان والعامل لإنفاذ تعاقدهم مع الامريكي والاسرائيلي.اهتم الجيش وسلطته بمعالجة التركة الثقيلة، وركز الجهد على تنمية مصر وتعزيز وضعها الاقتصادي وركزت السلطة على الجيش واشترت حاملات طائرات واسلحة حديثة وانشات القواعد العسكرية الكبرى وكل ذلك تحت عنوان تامين مصر ووحدتها وسيادتها وحريتها في التحالفات والمواقف وتأهيلها لاستعادة دورها المحوري.ولعب الجيش وسلطته دورا ايجابيا في سورية ولصالح تصفية بؤر الارهاب في الجبهة الغربية والجنوبية وفي الغوطة الشرقية لدمشق وحمص بتفويض من بن سلمان وبتنسيق مع الروسي والسوري وبذلك اوفى بقسمه واكد اعرافه بان سورية الاقليم الشمالي وجيشها الجيش الاول.المشكلة التي لم تجد لها حلا والتي ترسم الف اشارة استفهام على دور مصر والجيش وسلطته وبعد ان اكمل عدته وانفق مليارات الدولارات على السلاح والقواعد، برغم ما تعانيه مصر من ازمات اقتصادية واجتماعية ومالية، وبرغم اتضاح استهداف مصر من قبل اسرائيل وامريكا عبر تهجير غزة الى سيناء، ولتمكين اسرائيل من بناء قناة بن غوريون لتجويع مصر واسرائيل شريكا محوريا في سد النهضة وتامين حمايته بهدف تعطيش مصر. وعلى الرغم من ان غزة وحدودها تقع في صلب الامن القومي والوطني لمصر والحدود والمعابر تحت السيادة المصرية والفلسطينية نرى مصر وجيشها وسلطته تقف عاجزة بل صاغرة لأوامر الأمريكي والإسرائيلي بفرض الحصار القاتل على غزة الجاري تدميرها لتهجيرها والى مصر لتفكيكها وتدميرها بعد تجويعها وتعطيشها لمصلحة اسرائيلية.الغرابة بموقف مصر وجيشها من حرب تدمير غزة، بان غزة ومحور المقاومة الذي هب لنجدتها وفتح الجبهات ويشتبك ضاربا عرض الحائط التهديدات والحشود الامريكية والاطلسية. وبدأ الحوثيون حربهم لإسناد غزة وتأمينها وفرض الحصار على اسرائيل وكسر واسقاط حرب الحصارات والعقوبات كأخر الادوات التي تملكها وتستخدمها امريكا لتجويع الشعوب وتهديد مصر، وبهذا وبحتمية انتصار غزة والمحور في الحرب هم يؤمنون مصر ويسقطون التآمر عليها فغزة المنتصرة وغير المهاجرة لن تسمح لإسرائيل ببناء قناة بن غوريون لتجويع مصر وانهاء دور قناة السويس وبهزيمة اسرائيل لن تبقى شريكا حاميا لسد النهضة لتعطيش مصر، وبنصر غزة والمحور والقبض على البحر الاحمر ستتأمن مصر من الارهاب والتهديد بالحصار وستتمكن من معالجة ازماتها وترميم بنيتها .السؤال: بينما تخوض غزة ومحور المقاومة حرب حماية مصر، وتأمينها وقد كشر الحوثين عن الانياب ووضعوا البحر الاحمر والعربي تحت السيطرة، فمتى تزمجر مصر وتكشر عن انيابها، وتغادر حالة ان تعض عليها فحسب. ام انها اصبحت في حالة عقم وعجز وشيخوخة، وليس لسلطة الجيش اذا لم ينتصر لمصر ويناصر غزة بفتح المعابر واسنادها وهو اضعف الايمان  الا ان يبدأ العد العكسي لأيامها العادية للبقاء في السلطة.حرب غزة وحرب الحصارات والممرات والبحار ونصر غزة المؤكد والمؤدي الى تحرير فلسطين من البحر الى النهر، تطور عاصف وغير مسبوق وفرط استراتيجي سيغير مما كان وينهي حقبة الهيمنة الغربية ويطيح بنواتج الحرب العالمية  الاولى وجغرافية سايكس بيكو ووعد بلفور وبالنظم التي انشأت بقوة الغرب وهيمنته وحمايته فالزمن سيفرض اعادة هيكلة وتصميم اقليم العرب والمسلمين جغرافية ونظم ومن يتخلف عن الركب سيحصد الريح وتذروه العواصف.انه زمن غزة وتحرير فلسطين والعاقبة على من تخلف وتامر او ارتهب. ان لمصر ان تكشر عن اينابها.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى