مقالات

الحرب الكبرى جارية والمحور منخرط في الحرب….

ميخائيل عوض
بيروت؛ ٢٧/١٠/٢٠٢٣
مازال محور المقاومة بمسارحه المختلفة ودوله وفصائله محط ملامة من البعض. وموضوع تشهير وافتراء من اخرين دأبوا على مناصبته العداء منهم من يفعلها خدمة لإسرائيل وامريكا ومنهم من يروج لها بدوافع  عداء عقائدي او فصائلي او غيرة او لأسباب شخصية.
الواقع ومساراته واحداثه الجارية، وفهمها بموضوعية تعطي الجواب الشافي وترد على الحملات الافترائية والمشغولة لأهداف مذمومة.
في الواقع؛
هي المرة الاولى في تاريخ الصراع العربي الصهيوني التي تظهر فيها امريكا والاطلسي شركاء. بل يقودون الحرب مع ونيابة عن اسرائيل بدء من تسلم ضباط أمريكيين قيادة اركان جيش اسرائيل  ويقال ان وحدات الدلتا والمارينز منخرطة في العدوان على غزة وقد اشتبكت وانزل فيها خسائر فادحة.
فالحرب اذن تطورت من جولة مع إسرائيل الى ان اصبحت حرب مفتوحة مع امريكا والاطلسي ومجمل العالم الانكلو ساكسوني العدواني المتوحش والشائخ، وقد تولى اصحاب المشروع المتداعي والعاجز مهمة القتال مباشرة بعد ان فقدت إسرائيل قدراتها وثبت عجزها.
هي المرة الاولى التي يكون فيها مسرح الحرب وجغرافيتها من غزة الى الضفة الغربية والجولان وجبهة الجنوب الى باب المندب وهرمز فالهضبة الايرانية وبعمق جغرافي واسع جدا وبكتلة شعبية هائلة العدد والقدرات.
فما ان التهبت الحرب في غزة على اثر العملية الابداعية والعجائبية لكتائب القسام حتى دخلت جبهة الجنوب، وكسرت قواعد الاشتباك وتشغل الجبهة على طول ١٠٥كيلو متر وبعمق ٧ الى ١٠ كيلو متر، وتصل مسيرات حزب الله الى صفد وحيفا. ونجحت جبهة الجنوب في تدمير خط الدفاع الإسرائيلي الالكتروني والتحصينات والزمت الجيش بالتسمر في المواقع بلا حراك، بعد ايقاع خسائر كبيرة بالدبابات وناقلات الجند وبالعسكريين. واضطرت إسرائيل الى ترحيل المستوطنات وتجميد ثلاث فرق ولواء من القوة العاملة. وفي جبهة الجولان اصلا سورية في حالة حرب منذ ٢٠١٢ والضفة مشتبكة وتحولت الى حالة الحرب وتم تثبيت اكثر من خمسة فرق عسكرية بين الضفة والجولان وهذا يخفف الضغط كثيرا عن عزة من جهة ويربك إسرائيل ويستنزفها ويضعها دوما امام احتمالات ان تعصف الجبهتين الجنوب والجولان.
وهي المرة الاولى التي يدخل فيها اليمن الحرب مباشرة وصواريخ ومسيرات الحوثين تضرب وتهدد الملاحة في البحر الاحمر وتصيب قاعدة عسكرية إسرائيلية في ارتريا وتضطر مدمرات امريكية للتصدي للصواريخ والمسيرات الحوثية، وامريكا شريك تقود الحرب.
وعلى وقع الحرب العاصفة في غزة والمدوزنة في الجنوب والجولان صعدت فصائل المقاومة في الحشد الشعبي في العراق ضرباتها اليومية باستهداف القوات الامريكية في سورية والعراق وامريكا محتلة وتقود حرب اسرائيل على غزة.
فكل كلام عن ان المحور ورط غزة او هو يتفرج او هو لم يتدخل يصبح في ارض الواقع مجرد حملة تشهير وتضليل تكذبها المعطيات والواقع والاشتباكات الجارية.
والحرب جارية ومفتوحة بصفتها كبرى وشاملة وبمسارات  وجغرافية واسعة جدا واليد العليا للمحور وهو يبادر ويقود ويقرر منسوب وشدة الاشتباك.
اما المطالبة بان تعصف كل الجبهات في ان واحد فهذه من بنات افكار المستعجلين او غير العارفين في قواعد ومسارات الحروب والمعارك وخاصة في الحرب الجارية والتي اصبحت حرب كبرى بل شاملة وجارية وبالنار والصواريخ ومختلف اصناف الاسلحة.
الحرب الكبرى والشاملة ليس بالضرورة ولا من مبادى العمل العسكري ومدارسه ان تعصف في ان في كل تلك الجغرافية وعلى كل الجبهات فالحرب والقيادة العسكرية هي التي تقرر درجة العصف واين تتركز المعارك العاصفة وما هي مهمة ودور الجبهات الاخرى. وهكذا تجري الحروب منذ بدء الخليقة الى يومنا ومن يشكك فليقرا بخارطة الحرب الاوكرانية وفيها يتقاتل اقطاب عالمية كبرى.
اذن في المعطيات والاحداث لم تتخلف الجبهات ولم يتخلف محور المقاومة انما هو في قلب الحرب وجبهاته تعمل بإيقاع مدوزن تبعا لتطورات الحرب والحاجات ولتحقيق الغايات والاهداف المرجوة منها.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى