مقالات

نارام سرجون..

أجراس الحرب ودولة الدراكيولات .. الزر والاصبع و الخدعة .. لقاء أم فراق؟؟ هل انتهت الحرب ام بدأت؟

نشرها naram.serjoonn

لاشيء مثل الاعتراف يريح النفس .. للاعتراف قوة خفية لشفاء الروح وشفاء الجسد .. فالكلمة الحبيسة تشبه الداء وخاصة في صدر من عاش حرا بضمير كضمير الملائكة ..
اريد ان أعترف أنني كنت أستمع الى كلمات السيد حسن نصرالله وقلبي ينتظر .. وفي كل كلمة كنت أتوقع ان أسمع أجراس العودة .. وأسمع حمحمة الصواريخ .. ولكن السيد لم يكبس على الزر .. وانتهى الخطاب .. ولم يكبس السيد على أي من أزرار الحرب .. ولم يكبس على زر الانتقام في صدري .. وزر الحرب التي كنت أريدها .. وأتحرق لها كي تحرق هذا المجتمع الغريب الصهيوني والتجمع العجيب من القتلة .. تجمع من القتلة ودولة الدراكيولات ومصاصي الدماء ..

ذهب السيد ولم أصدق انه لم يكبس زر الحرب .. كي تتوقف المجزرة .. رغم انني في قرارة نفسي كنت أتساءل: هل من الحكمة ان نذهب الى الحرب .. لأننا منفعلون .. كما الاسرائيليون منفعلون وذاهبون الى الحرب بجنونهم ؟؟ وهل يجب ان ندفع ضريبة عن كل العرب الخاملين الكسالى ..؟
ولكن كان هناك سؤال لاأعرف اجابته وهو: لم أعلن السيد عن خطابه قبل ايام .. وماقاله اليوم كان يمكن ان يقوله نائبه او بيان صادر عن حزب الله؟
لأنني أثق بهذا الرجل فانني وجدت أن سبب ذلك ربما انه بسبب ان المحور أعطى الاميريكيين مهلة للوصول الى اتفاق والا فانه يوم الجمعة سيكون موقف المحور واضحا وأنه سيستفيد من الجو العربي المشحون .. والجو العالمي المشحون … ومن المرجح انه تمكن من الحصول على اتفاق هدنة وايقاف الاسرائيليين .. بقرار امريكي .. والاحداث تشير الى هدوء على الجبهات بعد الخطاب .. وخروج كلمات اميركية فورا تشير الى الرغبة الهدنة وليس. وقف الحرب .. وهذه دوما هي بدايات الهدنات الطويلة

أو أن الرجل لديه معطيات لانعرفها .. فمما لانعرفه ان عملية 7 اكتوبر لم تتم بمشورة المحور كي يكون التنسيق مطلقا والاستعداد مطلقا .. رغم ان كل توقعاتنا ان عملية بهذا الحجم لايمكن ان تتم الا بقرار محوري ..من قبل الجميع .. وهناك خشية ان يتم اعلان الحرب في جنوب لبنان لكن قطر وتركيا تنجحان بالضغط على حماس لقبول اتفاق هدنة طويلة .. ويبقى الحزب وحده يواجه الناتو واميريكا .. وهناك من يسرب ان من سيناريوهات المواجهة ان اميريكا ستوعز الى تركيا باطلاق حرب في الشمال السوري انطلاقا من ادلب وشمال حلب .. لتعقيد المعركة بحجة ان تركيا لاسلطة عليها على هذه القوى المتطرفة التواقة للانتقام من المحور التي سترى انها فرصتها في الانقضاض على الداخل السوري المنشغل بحرب جديدة ستكون اميركيا طرفا فيها.. خاصة وان الجولاني قد تعهد للاميريكيين بالتحالف اذا تم الاعتراف بتنظيمه رسميا حاكما للشمال السوري ..

ومن الممكن ان يكون هناك تهديد ثقيل من الغرب ان الغرب سيعتبر المعركة هارماجيدون وسيضرب عواصم محور المقاومة .. كما هدد سابقا الرئيس صدام حسين بانزال ضربة نووية بالعاصمة بغداد .. ولكن عرضه كان ان يتم تجنيب المواجهة بايقاف المعركة دون رابحين او مهزومين .. رغم أن هذا الاحتمال ضعيف لأن ذلك سيعني ان اسرائيل وقواعد اميريكا ستتعرض لمحو لأن المواجهة ستكون انتحارية بين الطرفين ..
لكن االغريب هو التحليل الاستخباراتي الاسرائيلي الذي وجد الخطاب خدعة وكمينا كي يطمئن الاسرائيليون إلى هذا الهواء الذي سبتلوه هجوم مباغت من الشمال كما باغتت حماس غلاف غزة بعد هدوء مخادع.. بدليل ان الحزب نظف خطوط الشمال الإسرائيلية من كل الكاميرات. وأجهزة الرصد والتنصت.. لانه يريد الدخول في الحرب دون أن يرصد

من المعيب ان ينبري الخونة والضعفاء الى الشماتة بخطاب السيد واعتبار انه نأي بالنفس وتراجع .. رغم ان كل هؤلاء كانوا ينتظرون الحرب كي يقولوا ان السيد متهور ومقامر وأخذ المنطقة الى حرب واسعة وكان من الممكن تجنيبها ولكنه سيخوضها من أجل ايران ..
والغريب ان كل شنبات العرب وكل حيوشهم وقفت تتفرج على المذبحة وجلست كلها تنتظر رجلا واحدا وحزبا واحدا كي يدخل الحرب مع الناتو نيابة عنها ..

والغريب أن أوقح الناس هم اولئك الأردوغانيون الذين رأوا في خطاب السيد طريقة لتغطية عورة اردوغان الذيلديه أكبر جيش في الناتو ويتصرف كأحد الدول الرئيسية في الناتو ولديه اتفاقات علنية مع اسرائيل في التجارة والأمن وفي المجالات العسكرية .. وجلس في استانبول لم يقل كلمة واحدة .. ولكن الاردوغانيين حولوا كل هذا العار والعيب التركي والفضيحة الى السيد نصرالله واعتبار انه خذل فلسطين وخذل غزة
المنطق يقول بأن اسرائيل لاتقدر على الاستمرار طويلا في هذه الحرب .. والساعات المقبلة قد تحمل معها ترجمة لخطاب نصرالله .. حيث ان الاشتباكات توقفت على جبهة الجنوب اللبناني فجأة وربما سيتلو ذلك توقف المعركة اذ بدأ الاميريكون الان يتحدثون بجدية عن الهدنة ..

الساعات ال 48 القادمة ستكشف فيما اذا كان هناك اتفاق لانهاء الحرب دون مواجهة لأن كلمة السيد حسن تركت الاتفاق متعلقا بما سماه (التطورات في غزة) .. ولكن ماهي هذه التطورات اذا لم تكن انهاء للحرب فهذه اكثر عبارة غامضة لاحدود لها ؟؟ لاأظن ان المعنى ان محور المقاومة سينظر الى عداد الشهداء وعندما يصبح 30 ألفا مثلا فانه سيتدخل .. ولكن التوقف هنا سيكون لحظة توازن بين تعطش اسرائيل للدم للانتقام وبين لحظة الانفجار خاصة ان اسرائيل ستبدو انها انهت الحرب بضغط امريكي وليس بتهديد وجودي من حزب الله ومحورر المقاومة ..
رغم معرفتنا بتعقيد الأمر وأن قلوبنا قد وصلت الى حناجرنا فاننا يجب ان نكون مستعدين لهجمات عنيفة مرتدة من جبناء العرب .. وجبناء المسلمين .. والانتهازيين .. وكل الذين يحملون عار غزة الذين يقف وراءهم كل أمراء الذهب وامراء النفط وكل أمراء الناتو وجنرالات التطبيع .. وكل هؤلاء سيجدون الخطاب لتغطية عوراتهم مستفيدين من جو المفاجأة التي شكلها الجانب الغامض من الخطاب الذي كان بعيدا عن زر الاطلاق للحرب بضعة سنتميترات فيما كان الناس يريدون لاصبع السيد ان يضغط على الزر .. وليكن مايكون ..
في تقديري ان الحرب العسكرية شارفت على النهاية ونحن الان ندخل طور المرحلة الثانية من الحرب .. وهي محاولة اسرائيل الظهور بمظهر المنتصر دون ان تنهي المعركة البرية لأن السيد حسن قد حدد انه لن نقبل بهزيمة حماس ..

وكما ان اسرائيل لقيت الدعم الاعلامي الغربي العلني والوقح فان الخطاب قد خرجت له جيوش المطبعين والخونة واعلام النفط وكل ذباب العرب والانظمة العربية التي لم تقدر ان تقدم رغيف خبز لغزة .. كلها تنافخت شرفا واعتبرت الخطاب خيانة لغزة .. وفرصة لها لتوجيه غضب الناس نحو الشخص الوحيد في هذا العالم الذي قدم 57 شهيدا لغزة وكان السبب في قدوم كل أساطيل الناتو وتجمع لها لم يبلغه منذ الحرب العالمية الثانية .. فيما كان حزب الله يقدم الشهداء ويجعل كل اسرائيل تقف على رجل ونصف مترددة بسبب انه يتحرك في شمالها دون ان تدري ماذا ستفعل ..
رغم انني أرى ان الخطاب فيه الكثير من الاشارات الغامضة ..المفتوحة الا انه سيكون الخطاب الذي سيجد فيه اصدقاء اسرائيل من العرب والمطبعين والعملاء الذين كانوا يقاتلون معها كتفا بكتف في سورية .. كل هؤلاء سيجدون فيه المنقذ والمخلص لهم من عارهم والمنجاة من تهمة التخاذل لأنهم كعادتهم سيرمون بعارهم على الاخرين .. فأفضل طريقة للتخلص من العار هو رميه على الآخرين مممن لايرتكبون العار ..

عار 400 مليون عربي .. وعار مليار مسلم .. وعار عشرين جيشا عربيا .. وعار 200 تنظيم اسلامني جهادي .. وعار الجميع .. كله يرمى على بندقية كانت هي الوحيدة التي قاتلت من أجل شرف هؤلاء جميعا ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى