مقالات

عبود يؤكد أن إيران نجحت في شن حرب نفسية على تل أبيب ونشرت الذعر بين الإسرائيليين خلال الأيام القليلة الماضية…

أكد أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس المصرية محمد عبود، أن إيران نجحت في شن حرب نفسية على تل أبيب ونشرت الذعر بين الإسرائيليين خلال الأيام القليلة الماضية.

وقال عبود في تصريح لـRT إنّ التصعيد الأخير بين طهران وتل أبيب من شأنه التأثير على الأمن والسلم في المنطقة.**وأكد عبود أنه إذا لم تنجح جهود الوساطة الإقليمية في تخفيض حدّة التوتر وحل الأزمة بينهما ربما تنزلق الأمور إلى حرب شاملة تتدخل فيها أطراف دولية.

وأشار الخبير المصري في الشؤون الإسرائيلية إلى أن الضربة الإسرائيلية للقنصلية الإيرانية في دمشق ثم تهديدات المسئولين الإيرانيين بردّة فعل عسكرية في العمق الإسرائيلي تزيد المخاوف من توسيع دائرة الصراع، ونقله إلى مستويات غير مسبوقة، سواء زيادة وتيرة الحروب بالوكالة التي تديرها طهران ضد تل أبيب، أو انزلاق الأمور إلى حرب مباشرة بين الجانبين، وربما انجرار أطراف إقليمية ودولية أخرى، وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.**وقال: “أعتقد أن تصريحات المسئولين الإيرانيين حققت المرجو منها، ونجحت في التأثير سلباً على الشارع الإسرائيلي الذى شهد حالة من التوتر والذعر غير المسبوق، وتزاحم الإسرائيليون على ماكينات الصراف الآلي، وبدأوا في تخزين الطعام والأدوية وشراء المولدات الكهربائية خوفاً من ضربة انتقامية إيرانية”.**وأوضح عبود أن الحرب النفسية الإيرانية نجحت في رفع مستويات الذعر لدى الجمهور الإسرائيلي الذى وصف ما يحدث بعبارة «سوف هعولام»، أو نهاية العالم، والواقع أن هذا التوصيف ليس به قدر كبير من المبالغة، خاصة أن إسرائيل وإيران لديهما قدرات عسكرية جبارة، ولدى إيران وكلاء محليون في عدة نقاط ملتهبة بالمنطقة، بالإضافة إلى تحركات الحرس الثوري، ومن ناحية أخرى تملك إسرائيل دعماً أمريكياً مفتوحاً، والتزام الرئيس بايدن بحماية تل أبيب، ومن ثم فإن أي حرب بين البلدين ستكون ضارية وشديدة التدمير.

وحول سيناريوهات الرد الإيراني على “إسرائيل”، قال عبود إن السيناريو الأول والأهم يتضمن توجيه ضربات مباشرة من الأراضي الإيرانية للعمق الإسرائيلي، وتشمل صواريخ أرض أرض، ومسيّرات انتحارية إيرانية، وأعتقد أن هذه الضربات إذا لم تحقق خسائر بالغة في “إسرائيل”، فإن تل أبيب قد تميل إلى سياسة استيعاب الضربة، والمضي قدماً في حربها ضد الفلسطينيين.**لكن في حالة وقوع خسائر فادحة فإن الحكومة الإسرائيلية قد تجد نفسها مضطرة لردة فعل تجر الأمور لحرب إقليمية، والسيناريو الثاني يتمثل في تفعيل الأذرع الإيرانية في المنطقة لتوجيه ضربات بالوكالة “لإسرائيل”، وهو سيناريو معهود ويتماشى مع العقلية الإيرانية في إدارة الصراع، أما السيناريو الثالث فهو الرد الإيراني المعتاد في حالات مشابهة وهو استيعاب الضربة الإسرائيلية، والاكتفاء بتهديدات كلامية لا يتم ترجمتها على أرض الواقع استجابة للضغوط والتهديدات الدولية، غير أن الظروف المحيطة وملابسات الهجوم والتصعيد الأخير لا تسمح لطهران بهذه الرفاهية ما لم تحصد في المقابل مكاسب كبرى من الولايات المتحدة الأمريكية*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى