المقالات

الضفة تقود حرب تحرير فلسطين من البحر الى النهر…ماذا عن المطبعين والمنتظرين؟؟


بيروت؛٢٢-٦-٢٠٢٣
ميخائيل عوض
بعد تحرير غزة تحت النار بلا قيد او شرط، كمنت الضفة وتراجع دورها وانهكت بصراعات الفصائل وعسف السلطة، وتفرد الإسرائيلي بغزة التي حققت معجزة صمود ومقاومة وابقاء الشعلة، واستحضرت حق العودة بتظاهرات متواترة على الشريط وواجهت وايقضت الضمائر بالصدور العارية وابتدعت البالونات والطائرات الورقية الحارقة فانتزعت تخفيفا لحصارها، وبنت قوتها الردعية وزادت في جولة سيف القدس انها جاهزة لإسناد الضفة وفلسطين ال٤٨ في انتفاضاتهم المتواترة، وقررت جولة سيف القدس ان القضية واحدة لشعب مقاوم ابدا وانها قضية حق وطني وقومي لا تقبل التفريط والتجزئة فأسقطت كل محاولات تصفية القضية والتعامل مع الفلسطينيين كجاليات لا كشعب واحد، فكرست وحدة الساحات وصارت عنوان لجولة عنف ٢٠٢٢ في رمضان المبارك وبتحفيز من انتفاضات القدس والضفة وفلسطيني ال٤٨.
فالضفة وفلسطين ال٤٨ تولت حمل الراية وابقاء الشعلة مضيئة منذ عقد ونيف واستمرت المواجهات والمرابطة في الاقصى والانتفاض في وجه التعديات العنصرية ومحاولات تهجير ابناء النقب وحي الشيخ جراح وفي مواجهة عنصرية وعدوانية المستوطنين وممارساتهم الاغتصابية وحرق المنازل والعائلات وطردهم من بيوتهم.
حسم الامر، فتجربة الحركة التحررية الفلسطينية تمرست واختبرت كل الوسائل والجبهات. قاتل الفلسطينيون حتى ال٤٨ في الداخل ثم لاذوا وراهنوا على النظم التقدمية وعندما وقعت هزيمة ال٦٧، حمل ابناء المخيمات اللاجئين السلاح وكانت معركة الكرامة في الاردن ١٩٦٨ نذيرا بدور محوري للاجئين في الاردن ولبنان وادوا دورهم حتى اجتياح بيروت ١٩٨٢. ثم عادة عتلة القضية ورايتها الى الداخل في الانتفاضة الاولى التي انتجت اوسلو، ثم كان لنصر ال٢٠٠٠ في لبنان قوة دفع وتحفيز هائلة لتفجير الانتفاضة الثانية التي تحولت من الحجارة الى السلاح وانجزت تحرير غزة بلا قيد او شرط.
اتمت غزة دورها ووظيفتها واستمرت تقاوم وتزيد وتبني عناصر القوة وتحفز وتساند، فانتقلت العتلة والريادة الى قلب فلسطين التاريخية الضفة والقدس وال٤٨، وبعد جهد ومعاناة وتضحيات جسام تشكلت اطر وفصائل وسرايا وكتائب من خارج السياق السابق ونصوصه، من فتيان بعمر الورد، يجيدون  التقانة ووسائطها، ومتحررون من عقد الهزائم وحروب الفصائل والعقائد، وامتشقوا السكين والدهس والتظاهرات وتحدي القوات والمستوطنين، وتمرسوا في السجون، وتوثقوا ان خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لنيل الحقوق وان خيارات التفاوض والتطبيع والتنازلات فلا يجدي نفعا ويؤدي الى تصفية القضية بينما خيار المقاومة صاعد وينتصر ومجرب في لبنان وفي غزة وفي شتى الحروب التي تعرض لها المحور.
جغرافية الضفة وفلسطين ال٤٨ تفيض عن غزة وجغرافية المقاومة في لبنان عشرات المرات وكذا القدرة البشرية والعدد السكاني. فلماذا تنتصر غزة والمقاومة في لبنان ولا تستطيع الضفة وفلسطين ال٤٨ من تحقيق الانتصارات وقوى الاسناد جاهزة وعلى خط الاشتباك من الشمال والجنوب وسورية في الوسط تشفى وفصائل المقاومة فيها باتت على الجاهزية التام.
هكذا توفرت الشروط والظروف والبيئات والعناصر واكتمل عقدها وكذلك الخبرة والمعرفة والعلوم والتدريب والسلاح وتوثق الشعب من ان الوهم بالدولتين لا ينتج الا المذابح والاستيطاني وسلب المنازل وحرق الاسر ببيوتها.
الضفة وفلسطين ال٤٨ جددت الفعل المقاومة، وترتقي به وتحولت منذ سيف القدس الى المحرك المحوري للأحداث والتطورات، ثم تكثفت الجولات التي كانت تقع كل ثلاث سنوات  او اكثر بينما منذ سيف القدس صارت كل سنة وبعد وحدة الساحات اصبحت متواترة بشبه اشتباك دائم ومفتوح ففي نصف سنة من ٢٠٢٣ وقعت ثلاث جولات وتأكد ان حرب تحرير فلسطين جارية ايامها وتتخذ سبيل الجولات وتراك بالنقاط وقد اكمل محور المقاومة استعداداته لخوضها عندما تفرض او يحين زمنها كجولة فاصلة بالضربة القاضية وبشر السيد حسن نصرالله وقادة المقاومة بقرب وقوع الحرب الكبرى او حرب القيامة وعرفوها بحرب تحرير فلسطين من البحر الى النهر…
الاسبوع المنصرم شهد جولة فيها من المؤشرات والدلائل ما يثلج الصدور ويحزم بان الضفة وال٤٨ يقودون حرب التحرير بكفاءة وبروح ثورية متقدة، وبمعنويات المنتصرين.
شكل الكمين الابداعي والمتقن لقوات العدو في جنين وبعبوة ال٤٠ كيلو لحظة فارقة في تطور المقاومة وادائها وما بلغته. الامر الذي دفع الخبراء الاسرائيلين للقول بشبهة اجماع؛ ان حزب الله وغزة أصبحى في الضفة اشارة للخبرات والسلاح ونوعيات المقاومين وشدة وعيهم وبأسهم، ثم جاءت عملية عليلي في الزمان والمكان والمنفذان واعلان حماس مسؤوليتها لتكتمل الصورة وتحسم الكثير من والتشكيك والاقاويل.
اذن؛ تطور نوعي في التنظيم والتسليح والاشتباك وتفاعل بين حماس والجهاد والفصائل، وتشكيل اكثر من ٣٠ فصيل في مدن ومخيمات الضفة وتنفيذ اكثر من ٣٠ عملية اشتباك بالنار او بالعبوات او بالاحتكاكات يوميا في الضفة. وتسريبات عن امتلاك الفصائل لتقانة صناعة الصواريخ والانفاق والعبوات واحتمال ان يكون الكورنيت السوري قد وصل الى الضفة، فمن اوصل العبوة اسهل عليه اصال الكورنت، وقد بدات تحرم الشوارع على القوات العدوة ما اضطرها الى استخدام الطائرات المروحية وتحليق الطائرات العسكرية والقيام باغتيالات من الجو  كما كان الامر في غزة من قبل ولم تجرؤ إسرائيل وحكومتها الاكثر تطرفا وصهيونية من التلويح بهجوم على غزة او بكسر قاعدة التفاهم بالامتناع عن استهداف الاشخاص والبيوت التي انتجتها جولة ثأر الاحرار.
إسرائيل باتت يدها مغلولة في غزة، وعاجزة في الميدان في الضفة ومرتهبة من جبهة الشمال ومن ظهور فصائل في الجليل، والمقاومة اللبنانية واهالي كفر شوبا يقيمون الخيام في المزارع وتبلع إسرائيل تهديداتها وتحذيراتها والضفة تزداد تألقا وتثور وتبدع…
كل الجداول تصب في طاحونة فلسطين، والضفة امتشقت السلاح مع ال٤٨ وتقود حرب التحرير الجارية فما مصير المنتظرين والمتوهمين بالتتبيع- التطبيع والسعاة الى الابراهيمية واخواتها الخيانية…
قريبا نستعرض ونبحث في الخيارات وماذا تستطيع إسرائيل وحلفها التطبيعي بعد….
 
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى