مقالات

يحاولون اللعب بنا

وليد عبد الحي

المكان: المركز متعدد التخصصات (IDC) في هرتسليا- جامعة تقع شمال تل أبيب.

اسم القاعة: غرفة الدعوى(The Advocacy Room)المهمة : تدريب طلاب الجامعة الاسرائيليين على التغلغل في وسائل التواصل الاجتماعي

الهدف: الدفاع عن سياسات اسرائيل وخلق الفتن والمشاحنات بين العرب والمسلمين وكل من يساند القضية الفلسطينيةاللغات المستخدمة :31 لغة

عدد المنتمين في كل دورة : 400الدعم والتوجيه: رئاسة الحكومة الاسرائيلية- وزارة الخارجية-وزارة الدفاع.الجهات الأكثر عرضة للتشويه هي:

– المقاومة الفلسطينية-حزب الله-ايران –سوريا- الجزائر- انصار الله – بعض المفكرين المناصرين للمقاومة.الدوام الرسمي: من التاسعة صباحا الى الثامنة مساء.ما سبق هو البنية التحتية لهذا المركز الجامعي ،ويتم تعليم الطالب فيه على انتاج الصور والتعليقات والدبلجة للاصوات والدخول بها الى مواقع التواصل الاجتماعي باسماء حسابات عربية او اسلامية ثم انتاج فيديوهات او يوتيوبات او تركيب صور للتلاعب بالمتلقي، مثل دبلجة صوت لشيخ سني (يشكك ويستهزئ بالشيعة) او شيخ شيعي (يشكك او يستهزئ بالسنة) او ترويج اشاعات بطريقة يصعب اكتشاف مصدرها، او كتابة مقالات تهاجم الشعب الجزائري تحت اسم لصاحب المقال يوحي انه مغربي،او شيخ سني يهاجم حزب الله او عراقي يهاجم سوري او فلسطيني واردني او فلسطيني وخليجي، او نقل الصور مثل اختيار صور من الحرب الاوكرانية واعتبارها من الحرب في غزة ،،ولاحظنا انه حتى رئيس الولايات المتحدة بايدن وقع ضحية التضليل في قضية صور قطع الرؤوس والصاقها بالمقاومة .من جانب آخر ترويج مفاهيم وتكرار استخدامها لتستقر في أدبيات وسائل التواصل الاجتماعي مثل حماس داعش، ارهابي ، اسرائيل بدلا من الكيان الصهيوني، او ترويج رسوم كاريكاتيرية…الخ.ومن الحيل الاخرى التعليق على موضوعات في صفحات وسائل التواصل الاجتماعي لإقامة علاقات صداقة مع شباب عربي لمحاولة تجنيدهم كعملاء لاحقا او اعتبارهم مصادر معلومات قد تعتقد انها عادية لكنها قد تكون في غاية الاهمية( كما اشرت في مقال سابق الى رسالة دكتوراة لباحثة اسرائيلية تعمل مع الجيش الاسرائيلي والتي قامت باحصاء عدد المرات التي يمسح فيها السيد حسن نصر الله عرقه اثناء الخطاب وربط ذلك بقائمة الامراض التي من اعراضها تصبب العرق وبالتالي معرفة احتمالات مرضه …الخ. )ومن بين الدروس التي يجري تدريب الطلاب عليها هو ترويج الاشاعات، ويعلمونهم كيفية ترويج الاشاعة وطريقة صياغتها ومفرداتها المناسبة وان تكون مصاغة بكيفية من الصعب التحقق من مدى صحتها او عدم صحتها، المهم ان يزرع الإشاعة في وجدانك وعقلك ، ثم يقوم الآلاف من الطلاب بعمل مشاركة(Share) لتعميم الاشاعة التي يجب ان تكون مصاغة قابلة للتصديق وخلق الشكوك .وتشير احصاءات هذا المركز انهم تمكنوا في احدى جولات الصراع مع المقاومة عام 2012 من الوصول الى جمهور في 62 دولة، وعدد المتابعين لهم 62 مليون متابع ، وتقوم الاجهزة الحكومية بتقديم المعلومات والصور واليوتيوبات لهذا المركز لاستخدمها في نشاطه الدعائي، كما يقوم مكتب رئيس الوزراء او وزارة الدفاع او الخارجية بتبني بعض ما ينتجه المركز الجامعي ويضعه على صفحاته ليأخذ طابع المصدر الموثوق. في ظل كل هذا، كل مقال او فيديو او صورة او كاريكاتير …الخ على اي من وسائل التواصل يتضمن تشكيك في المقاومة او في حلفائها او احياء الفتن والإنتماءات الضيقة لا تأخذ بها ولا تعمل لها مشاركة، فهذا ليس وقت التجريح واستغلال الخلافات القديمة والجديدة …فانتبهوا…

سؤالي الأخير: هل جرى التحقيق في من يقف وراء اشاعة وصور قطع الرؤوس لأربعين طفلا والاغتصاب للفتيات التي حاولوا لصقها بالمقاومة..ثم محاولة ربط المقاومة بداعش؟ لعل في هرتسليا الجواب…فالقاعدة المهنية للتحقق من خبر ما هي: فتش عن المستفيد..وقد كان اول مصدر للخبر هو مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي صرح بذلك لشبكة سي إن إن …

أعود لأؤكد ان مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي هو المصدر الاول لتمويل ودعم مركز هرتسليا وقاعة الدعوة الجامعية المشار لها أعلاه…

والغريب صمت الاتحاد الاوروبي الذي اخذ قرارا بتغريم من يروج على وسائل التواصل الأكاذيب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى