مقالات

تقدير وضع: الموقف اليوم

العميد د. امين محمــــد حطيـــــط ـ عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

أولا جبهة غزة :

– المقاومة الفلسطينية صامدة دفاعيا في القطاع، و ناشطة هجوميا من خلال امتلاكها القدرة علي مواصلة القصف المتفاوت المدى حتى انه لازال يصل الى تل ابيب و محيط لقدس و لم تتمكن قوات لعدو رغم مضى ١٦ يوما لم تتمكن من اسكات صواريخ المقاومة ما يشكل موضوعيا فشلا مؤكدا .

– عمليات العدو. يواصل العدو ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية و الجرائم ضد الانسانية عبر الحصار الخانق و تدمير القطاع بشكل شمولي دون ان يكون هناك لديه حرمة لمكان عبادة او مستشفى او مدرسة او مركز تجمع للمدنيين و هي في قصفه الوحشي الذي يستعمل فيه الاسلحة المحرمة دوليا. فعنوان عمليات العدو هو المجازر والتدمير الشامل. – يتهيب العدو البدء بالعملية البرية و يمتنع حتى الان عن اجتياح قطاع غزة بسبب التردي في معنوياته و انتفاء إرادة القتال لدى جنده ، و بسبب ما يتوقعه من تحضيرات أعدتها لمقومة قادرة على جعل القطاع مقبرة لجيشه المقتحم كما و خشيته من تحول جبهة الشمال الى جبهة حرب مفتوحة و شاملة ، و لكنه أيضا يعرف ان لا مفر من العملية البرية لأنها السبيل الوحيد و الاجباري لترميم هيبته و قوته الردعية التي تحطمت في ٧\١٠\٢٠٢٣ ، و لذلك فانه يتقلب بين الخوف و الحاجة و يستهلك الوقت في ارتكاب المجازر بحيث يوقع معدلا يوميا من الشهداء يصل الى ٣٥٠ شهيد يوميا مع ١٠٠٠ جريح عبر مذابح يقوم بها بوعي و تخطيط و قصد مركز ما يستوجب الملاحقة القضائية الدولية التي يطمئن العدو انها لن تحصل بسبب الحماية الأمريكية ، لذلك اعتقد انه سيتابع ارتكاب الجرائم بإحداث المجازر و التدمير دون ان يكون هناك رادع او سقف زمني قريب و قد يستغل كامل مهلة الاسابيع العشرة التي يخطط أساسا لعملياته وفقا لها عملا بعقيدته القتالية المطورة، ثانيا جبهة شمال فلسطين المحتلة.- وصلت الجبهة على طول ال ١٠٣ كلم هي طول الحدود اللبنانية مع الاحتلال في فلسطين و الجولان السوري و مزارع شبعا ، وصلت الان الى المرحلة الثالثة التي يمكن تسميتها وفقا للاصطلاح العسكري بانه مرحلة الحرب المقيدة بالمكان و الوسيلة و الهدف ، و غادرت مرحلة الترقب و الانتظار و مرحلة المواجهة تحت سقف قواعد الاشتباك القائمة منذ ٢٠٠٦ و اجهضت الحرب الاستباقية الإسرائيلية ضد المقاومة في لبنان ، الا ان هذه المرحلة ليست النهائية كما يبدو و كما المحت قيادة حزب لله ، بل ان تغيرا او تطورا في الظروف و الواقع قد يدفع بها الى المرحلة الرابعة و التي هي الحرب المفتوحة و الشاملة التي تزج فيها كامل قدرات المقاومة و تكون مفتوحة في المكان و لوسائل و السلاح و المناورة و بنك الأهداف الاستراتيجي و العملاني،

– أدت الحرب المقيدة التي تخوضها المقاومة من لبنان ضد المواقع العسكرية الصهيونية ، الى نتائج هامة دون المس بمصالح المدنيين ، حيث ان حصرها حتى الان بالأسلحة المباشرة و الصاروخية التي لا تتعدى ال ٤ كلم و تجنب استهداف المدنيين جعل المدنيين اللبنانيين في مأمن من النيران و لذلك و مع وجوب الحذر و الحيطة يجب تجنب الافراط او المغالاة بهذه التدابير او الدخول في حالة الذعر العالم و هنا مسؤولية الاعلام و المحللين الذين يستضيفهم ، و لنراقب سلوك العدو الذي خصص ثلث قواته العملانية القتالية لهذه لجبهة كما و قرر اجلاء سكان ٢٨ مستوطنة واقعة في عمق ٥ كلم من الحدود .ثالثا تقييم عام .

في الإجمال و رغم المجازر و الفظائع الوحشية التي يرتكبها لعدو نرى اننا في الجانب الآمن من الموقف و ان المواجهة ستسهلك وقتا قد يتعدى ال ٩ أسابيع مع احتمال تحول الحرب الى مفتوحة في الوقت المناسب لذلك ينبغي مراعاة ظروف كل مرحلة و عدم الاستعجال و حرق المراحل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى