مقالات

صراع بين التائبين و والانفصاليين


لا اعتقد ان احدا من الباحثين في علوم التاريخ والحروب والسياسة سيكون قادرا ربما لعشرات السنين الاحاطة بتفاصيل ماجرى ويجري في سورية على مدى 12عاما .سواء من حيث الجهات(دول.افراد.تنظيمات.احزاب .فصائل.جنسيات….) التي حاربت ضد ومع الدولة الوطنية السورية .او من حيث احصاء لحجم الاموال التي صرفت في هذه الحرب .او من حيث الولاءات لكثير من التنظيمات المسلحة وقادتها
.الثابت الوحيد في هذه الحرب صمود الشعب والجيش والقائد وبقاء الدولة السورية وانتصارها .
مايجري في شرق الفرات وريف دير الزور الشرقي من صراع وتقاتل بين قوات العشائر ممثلة بالمجلس العسكري لدير
الزور وبين قوات الفصيل القسدي الانعزالي الانفصالي يطرح عشرات الاسئلة ويثير كثير من التساؤلات .خاصة ان معظم قوات قسد وافرادها كانوا من ابناء العشائر السورية هناك .
التنظيم الانفصالي القسدي هو صناعة امريكية بامتياز والصانع في معارك شرق الفرات يتفرج ويراقب بضاعته وهي تتحول الى خردة .هذا هو الامريكي يصنع العملاء والخونة لأوطانهم ثم يتخلى عنهم ويبيعهم في اسواق النخاسة السياسية والأمثلة لاتعد ولاتحصى رغم ذلك مازالت سياسة الامريكي في تصنيع العملاء رائجة للاسف.
اي صدام او تقاتل بين التنظيمات غير الشرعية على الارض السورية فيه مصلحة للدولة الوطنية السورية ويجب ان تعتمدها استراتيجية ثابتة لها في حربها المقدسة ضد الارهاب وداعميه.
اذا كانت قوات العشائر السورية في دير الزور تقاتل تحت مظلة العلم الوطني السوري وحفاظا على وحدة سورية ولتحرير اراضيها من المحتل الامريكي والتركي وعملائهم فان كل الشعب السوري معها يساندها ويدعمها ويباركها.واذا كان هجوم قوات العشائر ضد عملاء الامريكي شكل من أشكال التوبة والاعتراف بالخطيئة وتكفير عن مواقف سلبية سابقة غير وطنية ذلك موقف ايجابي مرحب به.
موقف الامريكي المتفرج حتى اللحظة لا اعتقد انه سيطول بل اظن ان الامريكي يراقب اقتتال الفصيلين لانهاك بعضهما البعض ومن ثم يتدخل لحسم المعارك بفاتورة رابحة له.
كما اظن ان الامريكي سيدفع بعناصر من تنظيم داعش الاره ابي الى ساحة الاقتتال شرق الفرات لمزيد من خلط الاوراق والضغط على الروسي للمقايضة على اوكرانيا التي باتت على وشك الانهيار والاستسلام.
زمن الحروب الافقية الكبرى سواء في الاقليم ام في العالم مستبعدة بعد التطورات الصادمة للغرب الامريكي في افريقيا وبعد الفشل الذريع لقوى الاستعمار التقليدي .الحديث في اسقاط سورية وانهاك روسيا .وستبقى الاستراتيجية الامريكية في القرن 21 ترتكز على مبدأ اشعال الحرائق في العالم وادارة الصراعات دون بذل اي جهد لاطفائها او لانهاء الصراعات لأن ذلك يتناقض مع العقيدة الامريكية القائمة على معادلة لامصلحة لأمريكا في السلام العالمي.بل مصلحتها في نشر الفوضى وادارتها كما ذكر مستشار الامن القومي الأمريكي مايكل ليدن في عهد أسوء رئيس أمريكي من بين السيئين جورج دبليو بوش.
فشل الراهن الصهيو أمريكي على الجنوب السوري من بوابة الحالة المعيشية المضللة.فشل بفضل حكمة القيادة السورية في التعامل مع مايجري في المحافظات الجنوبية وبفضل التاريخ النضالي .الوطني والارث العروبي القيمي لأهلنا في السويداء وبفضل حكمة وعقلانية رجال الدين والقامات الوطنية هناك .هذا الفشل سيدفع بالمخطط الصهيو امريكي المتجدد لاستهداف سورية الى التساقط والسقوط تحت اقدام الشرفاء والافياء والغيارى من شعبنا واهلنا .
سورية تسير صحيح ببطئ لكن بثبات الى تحقيق النصر الكبير والنهائي على كافة الصعد بفضل المثلث الذهبي الذي فشلت كل محاولات الاعداء كسر احد اضلاعه.(شعب.جيش.قائد )
برهان شعبان
باحث ومحلل سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى