مقالات

عندما تحول السيد نصر الله إلى قائد العالم. . .


اليوم لن يكون ككل الأيام في تاريخ الصراعات الدولية، حيث الكل ينتظر كلمة السيد “ح.س.ن ن.صر ا.لله” الذي تحول من قائد للمقا.و.مة اللبنانية، وناطق باسم حلف المقا.و.مة، إلى شخصية عالمية، الأكثر متابعة لكلمته عبر التاريخ.
اليوم في موعد كلمة السيد نصر الله، سيتحول الكابينيت الإسرائيلي، والبيت الأبيض الأمريكي، والكرملين الروسي، والإليزيه الفرنسي، وعشرة داوننغ ستريت البريطاني، والرئاسة الصينية، والكثير من مراكز الرئاسة في المنطقة والعالم، إلى غرف عمليات سياسية وعسكرية، لن يكون على جدول الأعمال لزعمائها، أي موعد أو عمل، سوى متابعة كلمة السيد، والانطلاق بعدها إلى تحليل كل كلمة قالها، والبناء عليها.
بعضهم سيتابعه على رجل واحدة مرتجفة خائفة، والبعض على أرجل قوية ثابتة، والبعض سيتابعه والغبطة والسرور تملأ قلوبهم.
اليوم ليس فقط ا.لكيا.ن الص.هيو.ني سيقف على رجل واحدة، بانتظار ما سيقوله السيد “ن.صر ا.لله” وإنما أمريكا، ومعها كامل المنظومة الاستعمارية الغربية، وفي مقدمتها فرنسا وبريطانيا، كما أن تركيا وأنظمة التطبيع، لن تكون بعيدة عن هذا الارتجاف، لأن ما يجري ليس مجرد جولة قتال تقليدية، تستمر لوقت محدد ثم تتوقف، وإنما هو لحظة فاصلة في الصراع، مع كامل هذه المنظومة الاستعمارية الغربية وأدواتها، ويبدو فيها ا.لكيا.ن الص.هيو.ني مجرد ساحة قتال، وطرف من أطرافها، وقد يسجل التاريخ أن ما سيقوله السيد اليوم، كان الإعلان عن سقوط هذه المنظومة المتوحشة، التي سقطت في امتحان الإنسانية.
أما أطراف حلف المقا.و.مة، فسيقفون اليوم وهم بأرجل ثابتة قوية وراسخة ومطمئنة، بأن السيد سيكون خير من ينقل رسالتهم، والأمين على الدماء، وأرواح الشهداء، والناطق باسم الأرامل واليتامى، والمهجرين والمهدمة بيوتهم، وستكون أيديهم على الزناد، لتنفيذ ما سيقوله، وما سيطلبه منهم.
اليوم سيقف الرئيس الروسي بوتين، ومعه كل روسيا، وهم ممتلؤون غبطة وسرورا، لأن كل كلمة سيقولها السيد، ستكون كصاروخ روسي، يطلق في أوكرانيا، وعلى رأس حلف الناتو.
واليوم سيقف الرئيس الصيني “شي جين بينغ” ومعه كل الصين، وستكون عينه على تايوان، لأن كل كلمة سيقولها السيد، ستكون كصاروخ تطلقه بكين، على النفوذ الأمريكي في تايوان، وكامل منطقتها.
بالتأكيد ليس من الحكمة، أن نتوقع ما سيقوله السيد، لكن المؤشرات التي هيأت للكلمة، تعطينا الكثير من عناوينها.
فا.لمقا.و.مة اللبنانية، استبقت كلمة السيد، بتصعيد عملياتها ضد مواقع وتجمعات جيش ا.لكيا.ن، ومستو.طنا.ته وتجهيزاته الإلكترونية والتجسسية، حتى بات شبه أعمى، في كل الحدود في شمال فل.سط.ين الم.حت.لة.
كما زادت المقا.و.مة العراقية، من وتيرة ضربها لمواقع القوات الأمريكية في سورية والعراق، واليوم استبقت كلمة السيد، بنشر بيان أرفقته بصورة عن صاروخ جديد، بأنها ستبدأ من الأسبوع المقبل (اليوم التالي للكلمة) مرحلة جديدة في مواجهة الأعداء، وستكون أشد وأقسى، على قواعده في المنطقة.
كما استبق أ.نصا.ر ا.لله في اليمن الكلمة، بإعلان دخولهم الرسمي في شرف القتال ضد ا.لكيا.ن الص.هيو.ني، وتوجيههم عدة ضربات بالصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، وعينهم مفتوحة على باب المندب والبحر الأحمر، والقواعد الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة.
أما صمت الجبهة السورية، فهو أكثر ما يخيف العدو، وهم يعلمون علم اليقين، بأن من زود ا.لمقا.و.متين اللبنانية والفلسطينية، بكل سبل الانتصار عليهم، سيكون لديهم ما سيفاجئهم بأكثر مما يتوقعون، والقيادة السورية تنتظر على أحر من الجمر، جردة الحساب على كل اعتداء قام به الإسرائيليون والأمريكيون في سورية.
اليوم سيضع السيد، أمريكا والك.يا.ن الص.هيو.ني أمام خيارين ..
فإما أن تقبلوا بوقف العد.و.ان، مع ما يعني ذلك من تقبل للهزيمة المنكرة لكليهما، وما سيتبعه من زلزال داخلي، سيحطم القيادة السياسية والعسكرية للك.يا.ن الص.هيو.ني، ووصول مستو.طنيه إلى حالة “اليأس وفقدان الأمل” وبالتالي مغادرة جماعية لهم من فل.سط.ين المحتلة، برحلة مغادرة بدون عودة، وتفكيك الكيا.ن، حتى بدون حرب أخرى، وهو ما تحدث به السيد في كلمة سابقة.
وهذا المشهد سنراه أيضاً في داخل إدارة بايدن، أما الأهم فهو أن هذا القبول، سيليه هروب أمريكي من سورية والعراق، ومن المنطقة التي كانت على مدى التاريخ، مؤشر صعود وانهيار الامبراطوريات والدول العظمى، وبطريقة أصعب وأقسى، من الطريقة التي هربوا فيها من أفغانستان.
أما الخيار الثاني، فسيكون توسيع القتال، والدخول الرسمي لكل أطراف حلف المقا.و.مة فيها، ومن خلفها الصين وروسيا، في معركة لا يمتلكون فيها فرصة الانتصار، مهما قاموا بالضرب والتدمير، وستكون نهايتها اقتلاع ا.لكيا.ن الص.هيو.ني، وسقوط دراماتيكي لأمريكا، ولكامل منظومتها الاستعما.ر.ية الغربية.

لن أبالغ في القول، بأن اليوم سيكتب في التاريخ، بأنه شهد إعلان السيد، نهاية عصر العالم الرأسمالي، وسقوط الولايات المتحدة الأمريكية كإمبراطورية عظمى تحكم العالم، ولتبدأ معها رحلة التفكك الداخلي، وانتهاء بريطانيا كدولة عظمى، وهي التي كانت تشكل وكر الشيطان ودماغه، الذي يقود العالم الرأسمالي، لتتحول بعدها إلى دولة أوروبية عادية، أما فرنسا، فلن تسقط فقط كدولة عظمى، وإنما ستتحول إلى مجرد دولة تافهة ساقطة، لن ينفعها معها إرسال حاملة طائرات مروحية، حيث يبدو أنهم نسوا، بأن من أنجب “جول جمال” قادر على إنجاب العشرات والمئات من أمثاله.
وفي الطرف المقابل، سيشهد اليوم إعلان السيد، انتقال إيران إلى مصافي الدول العظمى.
أما الأهم، فإنني أرى في اليوم، بداية مسار قد يطول بعض الشيء، لتصحيح أكبر جريمة في تاريخ المنطقة، يتم فيه عودة الفروع إلى الأصل في سورية، التي مزقها الاستعمار، خدمة للمشروع الصهيوني، لتعود سورية المستقبل، وهي تشمل كامل بلاد الشام.
قد يقول البعض أننا نبالغ في الكلام والتوقعات، لكننا واثقون من كل كلمة قلناها، والأيام بيننا، وإن غداً لناظره قريب.

أحمد رفعت يوسف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى