منوعات

عندما يدرك المرء أنه لم يعد يعرف نفسه بعد…

عندما يدرك المرء أنه لم يعد يعرف نفسه بعد، وأنه مواجه للمجهول بكل أسراره، ولا يعرف عنه شيئًا عن أساريره وتجاويفه، وعندما تفقد الأشياء معانيها ويُخدش جوهرها، ويشوّش فهمها، فإن المرء لم يعد يشبه نفسه والحياة لم تعد هي الحياة. بل يصبح الضياع منتشرًا في أرجاء الكون، مكبًّا يحجب الأشعة الشمسية وأشعة القمر عنه، وتختفي أصوات الحياة والأحياء، ويعلو صوت الموت والفناء فوق كل الأصوات، وتتسرب الأسئلة الحياتية من مخابئها وقبورها الدفينة داخل الذات، تعلو وتصرخ رافضةً الرحيل و السفر، ولها صدى عميق محفور داخل تفاصيل العقل، إنه صوت لا يتوقف ورنين لا ينتهي أبداً، يستفسر عن معنى الحياة و ماهيّتها و معانيها، إنها أسئلة لا يمكن تفسيرها ولا تكبيحها، تخترق الرأس وتحفر في دروزه، أسئلة تتراقص كالشياطين في أجواف العقل، تدور وتدور حول نفسها، أسئلة بلا إجابات، تسرق النوم والراحة ولا توفر سوى الجنون و الصداع.”

بيان زم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى