مقالات

اسرائيل تعلنها حرب وجود والمقاومة حرب تحرير فلسطين… فما سر الاصرار الامريكي على عدم وقف النار؟

ميخائيل عوض.

بيروت؛ ٥/١١/٢٠٢٣

امور لافته وغير مسبوقة في حرب ابادة غزة وقتل الطفولة فيها وتدمير العمران.والغير مسبوقات في هذا الزمن تتزاحم على نحو يدفع للتفكير بان اشياء عظيمة ستنتج عن الاحداث الجارية، في الاقليم والعالم.وهذا ظن منطق الاشياء وحاجات الأزمنة والجغرافية واليات تطور البشرية.فالإصرار الاسرائيلي على اعتبار حرب غزة حرب وجودية، اي حرب حياة او موت.ورفع شعار يا نحن يا هم، امر لافت جدا.بالمقابل فاعلان المحور؛  انها حرب تحرير فلسطين منطقي ويتساوق مع التطورات واختلالات موازين القوى ونضج ظروف وبيئات التحرير الكامل.ما يعني اننا حقا في زمن ان فلسطين؛ اما لنا او لهم ولم يعد من امكانية للمماطلة والتأخير وادارة الازمة. والقول الاسرائيلي؛ ان الحرب ستستمر حتى سحق حماس واخراجها مهزومة واعادة صياغة غزة ودورها في الصراع، ولو استغرقت سنة” ينطبق عليه المثل؛ شخاخ وبنام بالنص” تبدو اقاويل وعناوين واهية تنتمي الى الخيال المريض.فمن سقط جيشه وامنه وتقنياته بلحظات تحت اقدام مقاتلي القسام في طوفان الاقصى، ومن استعان من الساعات الاولى بأمريكا وادارتها وجيشها وسلم قيادة جيشه لضباط اركان امريكيين، فمن اين له العزيمة والجرأة ان يرفع سقوف حربه الى حدود المستحيل.واللافت ايضا ان امريكا التي تقود الجيش الإسرائيلي وارسلت جنود للقتال الى جانب الجيش المنهار معنويا والعاجز، والفاقد للقدرة على ادارة المعارك والحروب تعزز اوهام القادة الإسرائيليين المنهزمين والمرتعبين مما سيكون بعد وقف النار وبمجرد الشروع بالهدنة سيساقون الى السجون، والمحاكم. وستذهب اسرائيل الى انفجار ازمتها التكوينية التي كانت على تخوم الانفجار عشية عملية طوفان الاقصى العجائبية والابداعية.اذا كان الاسرائيليون يبنون اوهامهم على ضعف في غزة وفصائلها فالوقائع تكذبها وتحسم. واذا كان الوهم الاسرائيلي يعلق على شراكة مصر والاردن والسعودية ودول التطبيع الموؤد لحمايتها والقتال الى جانبها فهذه كامل ابليس في الجنة. اما اذا كان الرهان على رهاب محور المقاومة من الحشود العسكرية للأمريكي والاساطيل فقد حسم الامر السيد حسن نصرالله وقال؛ اعددنا لأساطيلكم العدد والعدة.ويشكل مشاركة الحوثيين النشط في الحرب والعراقيين في استهداف القواعد الامريكية في سورية والعراق ودوزنة حزب الله تشغيل الجبهة اللبنانية وتنسيق نيران الجبهات والسلاح ويمثل ردا حازما ويسقط الاوهام والحسابات الخائبة.لابد في الامر ان؟؟هل قررت امريكا التخلص من اسرائيل وعبئها بتوريطها او باستخدامها كأخر خرطوشة لتدمير الاقليم ولو ادى الى سحق اسرائيل والقواعد الامريكية والاطلسية وسقوط النظم الموالية والعميلة، وتاليا هي تورط اسرائيل لإطالة الحرب الى ان يكتمل الحشد الامريكية ثم تقوم امريكا بتدمير طهران وبغداد ودمشق وصنعاء وبيروت بقرار عن سابق تصور يقتضي ترك المنطقة مدمرة مادامت تمردت على امريكا وازمتها ووفرت اسباب وشروط نهوض اوراسيا وبذلك تكسب وقتا لإعادة ترميم الدور الامريكي العالمي في العالم الجديد المنتظر ولادته بعد المخاض القاس الجاري بين فلسطين واوكرانيا؟؟هذا سيناريو ينتمي الى منظومة علي وعلى أعدائي يا رب.والسؤال ما الذي يحفز امريكا عليه مادامت خسارتها لإسرائيل يعتبر خسارة لمعركة في حربها لإعادة فرض هيمنتها العالمية وخسارتها لإسرائيل اقل ضررا من خسارتها لأوكرانيا وجنوب شرق اسيا وسيادتها الاقتصادية في حربها مع الصين، فسوق المنطقة لحرب التدمير بما في ذلك قواعد ومصالح ونظم موالية وازالة إسرائيل سيعطي روسيا والصين قوة دفع هائلة لسحق النفوذ الامريكي في أوروبا واسيا وامريكا اللاتينية.اذن لماذا الاصرار الامريكي على عدم وقف النار في غزة والسعي لإطالة الحرب وضباطها وخبرائها وقادة اركانها يعرفون ان لا قوة ولا قدرة لإسرائيل على تحمل حرب الاستنزاف والخسائر العسكرية المهولة في غزة والجبهات الاخرى. ويزداد احتمال نهوض الشارع وفرض نفسه على النظم المطبعة وخيارتها وتصاعد النقمة الشعبية على اسرائيل في العالم وخاصة في اوروبا وامريكا التي بدأت تؤثر على فرص بايدن في الانتخابات الرئاسية الامريكية؟؟ وكلما طالت الحرب اتسعت دائرة المعارضة والنهوض الشعبي نصرة لفلسطين ورفضا للحرب الامريكية الاسرائيلية على غزة..هل تتوهم امريكا في ادارة الحرب الاسرائيلية على غزة واطالة امدها انها ستوفر لها فرص اعادة انتاج تجربة حصار بيروت وترحيل منظمة التحرير الفلسطينية عام ١٩٨٢، ربما …. الا ان هذا محظ وهم ونقص تفكير وانعدام خيال، ومن يفكر على هذه السوية لاشك مصاب بالزهايمر وفقدان العقل والحكمة…هل بلغت امريكا الشائخة وعالمها الانكلو ساكسوني قد بلغ هذا المستوى، ونموذجها الرئيس بايدن وتصرفاته هذا هو اغلب لظن…..يبقى احتمال ان ادارة امريكا للحرب والتفاوض واطالة مدتها، قد يكون هدفه عقلنه الرؤوس الحامية في اسرائيل وفي الادارة الامريكية نفسها تمهيدا لإعادة هيكلتها لاختبار محاولة اعادة تعويم ما يسمى بحل الدولتين على اساس وديعة رابين للأسد التي قتل بسببها، وبمقتضاها تفكك مستوطنات الضفة ويتم الانسحاب من الضفة والجولان وهذه الوصفة المدمرة لإسرائيل بعد ان هيمن اليمينيون والتلميديون ومن الاستحالة دفعهم للقبول بتفكيك المستوطنات في الضفة والاهم انه عندما يبدا الحديث الجدي عن ٤ حزيران ١٩٦٧ سيبدأ انهيار اسرائيل ورحيل ملايين المستوطنين….كيفما سارت حرب غزة تقرر انها اثمن الجولات في حرب تحرير فلسطين طويلة الامد وسيظفر المحور بنصر ثمين في جولة نوعية وغير مسبوقة..

غدا؛ المقارنة بين معركة بيروت ١٩٨٢ ومعركة غزة ٢٠٢٣ واهمة وخاطئة وعبثية.. وماذا عن مقولات؛ ان طوفان الاقصى حرب للتحريك وليس للتحرير، فهل هذا يفسر الموقف الامريكي وقبول حماس التفاوض المباشر بعد ان كانت اوكلته لقطر وتركيا الاخوانيتان..؟   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى