متابعات

الممرضون والممرضات.. بانتظار قوانين تحمي ونقابة تنصف!!

لعلنا نتفق جميعًا أن لكل مهنة خصوصية وطبيعة قد تختلف عن المهن الأخرى ، ولكن مهما اختلفت طبيعة تلك المهن والوظائف إلا أنها تلتقي في بوتقة خدمة الوطن وأبناءه..

واليوم نقدم التحية للكوادر التمريضية والصحية العاملة بمؤسساتنا الصحية أو كما يطلق عليهم ملائكة الرحمة، ولعلني أخص بشكري لأبناء الوطن العاملين في هذه المهنة الشريفة والإنسانية على جهودهم المضنية، وإنسانيتهم الرائعة، وابتسامتهم الرقيقة التي يلاقون بها مرضاهم كل حين، مخبئين ضغوطهم النفسية ومثقلين بها كاهلهم دون أن يظهروا ضعفهم للمريض.

ودون أن يفصحوا عما يعانونه من ممارسات القوانين والأنظمة والقرارات المجحفة لحقوقهم سواء كانت من وزارة الصحة ووزارة الماليةأو أصحاب القرار ، ولا يختلف اثنان على أن خصوصية مهنة التمريض يجب أن تقابلها امتيازات خاصة تتفق وحجم هذه الخصوصية، إلا أنها غير موجودة بما في ذلك الحوافز وطبيعه العمل والعدالة والإنصاف مع المخدرين والمعالجيين وأطباء التخدير والطوارئ والصيادلة ومشافي الاورام، إضاقة إلى ضرورة تفعيل نقابه التمريض وفق المرسوم رقم ٣٨ لعام ٢٠١٢، فهل يحتاج مرسوم 11 سنة كي يطبق ؟؟

وتتصدر قائمة الهواجس النفسية والسيكولوجية للمرضين والممرضات، عدم تطبيق مرسوم الأعمال المجهدة لعام ٢٠٠٦ وغياب التوصيف الوظيفي فسنوات طويلة يحبس الممرضون والممرضات في درجة مالية واحدة لا ترقيات لا علاوات استثنائية ولا حوافز تشجيعية لا طبيعه عمل منصفة، حيث يتقاضون فقط ٤% بينما يتقاضى المخدرين والمعالجيين وأطباء التخدير والطوارئ والصيادلة ومشافي الاورام طبيعة عملهم تتراوح بين ٧٥%و١٠٠%شهريا٠

ويتسبب عدم تفعيل التقابة في مواجهات مستمرة مع المريض والمراجع والمشرف والمسؤول التمريضي والمسؤول الإداري والأطباء ناهيك عن معترك حياتهم الاجتماعية وضغوطها، وللأسف لم تراع قوانين وأنظمة الخدمة المتوفرة الكوادر التمريضية وخصوصية وطبيعة عملهم التي يبصم الجميع أنها تحتاج للتعزيز والتشجيع والحوافز المعنوية والمادية.

فهذه الأنظمة تعامل جميع الموظفين بمبدأ واحد فيتساوى الموظف الذي يدير أعمال مكتبية ويتمتع بإجازاته الأسبوعية والسنوية وإجازات المناسبات المختلفة والذي قد يكون بعيدًا عن ضغوطات التعامل مع المراجعين، مع هذه الفئات التي يختلط عليها الليل بالنهار وأيام العمل بأيام الإجازات، والذين يضطرون في كثير من المناسبات للاحتفال بطريقتهم الخاصة مع مرضاهم في المستشفيات.

كل هذه الجوانب لم تلتفت إليها الأنظمة والقوانين خاصة كون الممرضين يتعاملون مع مختلف الأمراض وحياتهم وأسرهم معرضة للخطر واحتمالية العدوى في أي وقت، والكل يعرف أن الممرض يكون في خط التماس الأول مع المريض، ناهيكم عن غياب التسلسل الوظيفي للممرض فالممرض يتعين ممرض ويتقاعد ومسماه الوظيفي ممرض فليس هناك سلم وظيفي فني يتراءى أمام الهيئات التمريضية حتى يشجع طموحهم ويعزز مكانهم وهذا مرتبط بالدراسات العليا لهم فالمخصصات في هذا الجانب ضئيلة مقارنة بأعدادهم الكبير.

وعلى ما طرحناه فإننا نتمنى على وزارة الصحة أن تسارع في اتخاذ الخطوات المناسبة لتحسين أوضاعهم وتفعيل نقابة التمريض والرقي بهم لأفضل المستويات، فطموحنا أن نرى الهيئات التمريضية ببلدنا في أعلى المستويات من حيث الدرجات المالية وحجم المهام التي يؤدونها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى