مقالات

سلسلة ثقافة الأدب الشعبي (ج 9) وثيقة إحياء الأصالة عن تراث. . .

الأدب الشعبي و حرب الإستعمار الفكري بشعارات براقة حقوق المرأة. الطفل. الشباب. الرجال. الحيوان. الخ

كذلك صناعة المناسبات الفارغة المحتوى من مضمون كل هذه العناوين عبارة عن مغلفات جوفاء مسوقة محدثة لغرض إختراق الشرائع و القوانين و الأعراف الأممية التي تميز الشعوب عن بعضها كخصوصيات سيادية لكل مجتمع وفق أعرافه و حدوده الجغرافية –

إذ كانت هذه الشعارات باكورة مخطط الإستعمار الفكري والتي لاقت قبولاً و دعماً من معظم عشاق السلطة في زمن نهوض العالم النامي بعدالحرب العالمية الثانية على اعتبار أنها من دواعي الحداثة والتطور الإجتماعي حيث تم ترويجها كمادة برتوكولية للوصول السهل لمناصب سلطة الحكم على مختلف مستوياتها الإدارية من جهة كسب تعاطف الجماهير مع التطور الإجتماعي
حيث أنها أدرجت كمنهاج توجه نحو الرقي الإجتماعي المحدث بظاهر معاصرة التطور بالإنسانية إلى الأفضل بينما كانت مبطنة بفتح قنوات للإتصال الفكري المباشر مع شرائح الشعوب ذات الذهنية المضمحلة الوعي ثقافيا والمؤهلة كأرضية خصبة لزرع الأفكار و تنميتها إعداداً لإنشاء رصيد فكري بنكنوتي إرثا لمستقبل أجيال لاحقة تكون أكثر أهلية بالتفاعل مع الأجيال المطورة للمشروع استناداً لجذوره و موازاة لما يأتي به التطور المستقبلي –

وبكل أسف أن هذا المشروع الخطير على العالم ككل مر مرور الماء بين الأصابع على مفكري المجتمعات جمعاً والمعنيين بتوريث القواعد الثقافية للأجيال المتعاقبة مما أدى إلى تهاوي شوارد الشرائح الإجتماعية الهشة في كمين مخطط الإباحة الفكرية بسهولة غثاء السيل ليصبحوا زبداً يطفو على سطح الإستعمار الغير مباشر لتصبح هذه الشعارات مطلباً ملحاً لمتسلقي الشهرة
و متعطشي السلطة والنفوذ على مختلف المستويات حتى أصبحت بلغ صداه أذان العامة و ترسخ فهمهم إلى أن إعتنقوه كخطاب حديث لا يدركون أبعاده ولا يتوقعون له مخاطر مستقبلية تأتي على مجتمعهم فكانت هذه الشعارات قاعدة مركزية لكل ما طرح بعدها
إلى أن بلغت شرعنة الإباحة كحرية شخصية مطلقة وصلت حد شرعنة مثلية الحنسين و التحول الجنسي خلافاً للطبيعة إستنادا لقوانين العديد من الدول الغربية التي شرعتها دسوريا لشعوبها و فرضتها على الشعوب بقوة السلاح والإستعمار السياسي والإقتصادي بآنٍ معاً حتى بلغ مشروع الإستعمارالفكري ذروة تطلعه القصوى بتحقيق ما يصبو إليه بطرح المساكنة كجيلٍ متطور
عن مشروع الغزو الثقافي وصولاً للإستعمار الفكري الذي يبدو في ظاهره حرية فردية و مضمون باطنه الإبادة بالتمهيد لنشر هذا القانون الغربي بكل تفاصيله الجرمية للإجهاز الغير مباشر على البنى الإجتماعية المحافظة –

فلتنشيط هذا المشروع الا إنساني بصورة أشبه بالعالمية تم إختيار وتكليف مروجيه من الطبقة المتخلفة ثقلفياً وبالتركيزعلى على النوع من فنانين وإعلاميين ومثليين جمعتهم غايات مشتركة بدمج ثلاثي في لهدف واحد نافذته محطات إعلام مختارة بعناية مشبعة الدراسة وبإسلوب عمل محكم الإغلاق من المسائلة القانونية
بحيث تستضيف المحطة ضيفا له حضور إعلامي بارز وتطرح عليه سؤالً إستطلاعياً عن رأيه في المساكنة ليدلي بدلوه تعبيرا عن تراقيه لمستوى الإنحدار الأخلاقي الذي يدعم المساكنة بين المطلقين و سائر الشباب عموماً

والملفت للإنتباه هنا إدارة الحوار طيلة اللقاء مع الضيف بأسئلة عشوائية خالية من أي مضمون ذي أهمية. فقط لتمرير السؤال عن المساكنة بشكل عرضي غير مباشر كسؤال ينسجم مع طبيعة الحوار بأسئلة مستهلكة تماماً وذلك لطمس معالم الترويج المباشر من ناحية إعلامية
و هذا ما حصل متلفزاً على إحدى الفضائيات اللبنانية إثر إستضافتها لإحدى الإعلاميات بزور التسمية والصفة والمأجورة الفكر و اللسان التي تدعى نضال الأحمدية
وأثناء طرح السؤال عليها أجابت بمنتهئ الأريحية عن أنها تدعم المساكنة كثقافة تجريدية محررة القيود بفارق إمتناعها عن ممارستها شخصيا كفعل تطبيقي
وتحليل هذا يعزى لأسباب نفسية و إجتماعية خاصة وربما جنسية مرضية أيضاً حسب طريقة ردها المباشرة بإنفعال حركي بدى واضحاً على ملامحها الجسدية تماماً وليس من باب وازع أخلاقي موروث أو تربوي مكتسب
و هذا تناقض يكشف بوضوح ما خلف الستار من التبعية التي تجرد صاحبها من إمكانية الإختباء بظل الإصبع وتكسيه ثوب العمالة الملوث بخطايا تدمير المجتمع من أجل مكاسب شخصية و ردة فعل إنتقامية مضمورة تنم عن إخفاق تأهيلي أدى إلى فشل إجتماعي ملحوظ

وليد الدبس

.. يتبع

🌿💐تحية كواليس 💐🌿

الاستعمار مرض خبيث بكل اشكاله واحجامه والوانه، هو الحبل السري الذي يجرنا للوراء وبعكس الحبل السري الذي مدنا ويمدنا بالحياة الكريمة ذات القيمة والمعنى وسمو الاخلاق ومسار الهدف المتصل بالتطور كالشجرة المثمرة الباسقة والممارسة جذوراً حتى عمق التاريخ

بهذا المعنى يدلل الاستاذ “الاستاذ وليد الدبس الشاعر والأديب الشعبي، عضو الأمانة العامة للثوابت الوطني في سورية، عضو الجمعية العربية المتحدة للآداب و الفنون” ويوضح بأمثلة حية عما يصيب مجتمعاتنا الانسانية المرتهنة طوعاً لاستعمار يصفونه زوراً بالثقافي بينما هو جهالة بكل معانيها وغوص الاقدام في وحل الرذيلة وتلوثاتها للروح والعقل والنمو البشري الانساني الطبيعي الذي صاغه الرحمن بأحسن تقويم.🙏🌸

فاطمة فقيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى