مقالات

سلسلة ثقافة الأدب الشعبي (ج /16 ) وثيقة إحياء الأصالة عن تراث

الباحث الثقافي وليد الدبس

ثقافة الأدب الشعبي و بانوراما شهداء وادي العيون

عندما تُعنون أية حلقة بحثية بمصطلح الأدب الشعبي نجد الكثير جدا من مُستغربيّ العنوان ربطا بالمادة رغم أنهم من الراسيين غرقا في بحر مرجان الثقافة

و هم من يسوّرون شواطئه دون عناء البحث عن دُره – فبينما كنت أقوم بواجب زيارة عائلية لأفراد أسرتي الذين هجرتهم حرب الربيع المثلي و حرية الإباحة؟ من بيوت أمنهم وأمانهم إلى وادي عيون الشهداء –

إنها قرية “وادي العيون” المستقرة على كتفيّ الوادي والتي تعانق الطبيعة كما فطرها الله و بسطها لخلقه وهدى إليها من يعشقون الوطن سكناً للدنيا و الآخرة ويقيمون مساكنهم بأرواحهم ليأنسها الآخرون ضيافة ويقضون آجالهم حبا بأن يجاوروا ذويهم بشوق اللقاء

إنها ثقافة “وادي العيون” الوادعة في واديها الأخضر والتي أحيت ثقافة الأدب الشعبي بدماء أبنائها الشهداء إنها ناحية “وادي العيون” بكوكبنها القروية المتصلة جمالا وذات الإندماجية المتناغمة بثقافة التكافل الإجتماعي كرابطٍ إجتماعي جامع بين الآداب وشعور الألم المتبادل والظاهر المُتجلي بحسن الضيافة وباطن الكرم الموروث كأجوبة على الوجوه تستبق الأسئلة من أفإدة المتسائلين في حوار صمت وسكينة بين زائر خجول ومضيف كريم حيث لا ضرورة لسؤال العائلة عن أبنائها الشهداء فشواهد الأضرحة تُجيبك في حدائق البيوت بالأسماء وترحاب الأبويّن بك ينسيك ما أضناك من كرب الأيام وتناهيد الإخوة و حسرات الأرامل و يُتم الطفولة يُشعل بوجدانك حمئُ الغيرية من دفاق الحمية الوطنية ولإن تساءلت في أعماق سرك عن آلام الفراق و مرارته
أجابك مشهد الضريح أمام أعين محبيه لا يغادرها برهة و ولإن راودك الخيال بسؤال الشهيد عن مقتضاه الفخور أجابك الضمير عن راحة روحه بفداء من أحب سلامته وراحة جسده بجوار البيت الذي ولد فيه و إفتداه –

إن ما ورد أعلاه من سرد قصصي ما هو سوى إطراء من إعجاب شخصي يستبق المدخل البحثي بالتعريف بقراءة شعور لامس صدق التعبير بالوجوه على محياها.

فربطا بين مصداقية السلوك و موضوعية المشهد سأنطلق مباشرة في مضمار ثقافة الأدب الشعبي بحثا-

حيث تعتبر الثقافة حاسة وجدانية ذاتية الإنماء الإنشائي ضمن معطيات تفاعلية بين الموروث الأدبي التراثي والطبيعة الجغرافية والتركيبة الإجتماعية المتكافلة وصلا بالهوية الوطنية كرابط مصيري غير منفصم –

وذلك بدلالة خارطة واقعات إستشهاد الشهداء جمعاً على مساحة جغرافيا الجمهورية العربية السورية بآداء متنوع المهام ومراتب متعددة بتدرج التسميات وبجامعة المعتقد الواحد لثلة الشهداء كافة-

غير أن الملفت للإنتباه في مشهد لوحة “وادي العيون” هو المرصّع الفسيفسائي المتمثل بأضرحة الشهداء والذين يزينوا حدائق المنازل كشجر الزيتون المبارك
الذين يستقون من مآقي عيون ذويهم دموع محبتهم فتنمو ذكراهم في الأكباد نمو الغراس في أرض العطاء

وتُقرأ أناشيدعطائهم تخليداً لذكراهم وإستئناسا بذكرهم ويدونهم الأدب الشعبي قصائد شعرٍ وأغنيات فخارٍ تُحيّ أسمائهم في ميراث ثقافة أبنائهم الوارثين –

قصيدة نخبُ الشآم من شعر الأدب الشعبي الغنائي –


رفعتُ إلى العُلا كأسي نخبُ الشآم ديارا

ورشفتُ سُلاف مُداميّ سخيةَ العاشقين وقارا

فهممتُ على راحتيّ الرحى أضرمُ العراكَ انتصارا

و أدنو من السلامِ بفجرهِ أواكبهُ الشروقَ نشورا

و حُساميّ لهُ يمضي صانعُ الزمانِ حُضورا

فإني و السلامُ دمشقيون و دينُ الإيخاءِ شعورا

و للشآم شموخَ كأسي أنّي من الحُماةِ ديارا


الباحث الثقافي وليد الدبس

.. يتبع

🌿💐 تحية كواليس 💐🌿

الباحث الثقافي وليد الدبس

.. يتبع

🌿💐 تحية كواليس💐🌿

لانه العاشق المتيم للثقافة والادب الشعبي المتجذران في وجدانه إلى حد التلاحم الوجودي بكل معناه الجميل، نراه يمارس الاسقاط الواعي على ما حوله وهو الذي سخر قلمه وفكره ومخزون تجاربه وانوار معرفته لاهمية التنمية الثقافية في كافة مجالات حياتنا لانها السماد الذي يغذي نمونا ويجعل خطواتنا تنتهج المسارات الامنة لمستقبل جميل مزدهر ومثمر.

وها نحن اليوم ندخل عالماً جديداً مع الباحث الثقافي “الاستاذ وليد الدبس الشاعر والأديب الشعبي، عضو الأمانة العامة للثوابت الوطني في سورية، عضو الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون” عالم من النور الذي يشع في قلوبنا عندما نشتم عطر الشهداء الآتي من الجنان حاملاً شفافية الفداء من اجل القيم الموروثة ادباً تتناقله الاجيال ثقافة مروية ومعاشه تحت عنوان الشهداء احياء عند ربهم يرزقون وهم فى وادي العيون القرية السورية الجميلة ما زالوا في بيوتهم ينبتون في ارضهم التي شربت دمهم فأينعت مواسمها كرامة وعزة وفخراً

هي الثقافة المورثة ادبا شعبيات التي يستنبتها الباحث الدبس ويحولها إلى قصيدة واغنية ومعنى

فاطمة فقيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى