يعقوب مراد ضيف اليوم

عكس الاتّجاه نيوز
لقاءات
إعداد و لقاء : عبير لحدو
رجلٌ و الرّجالُ قليلُ .. الرًّجل السّوري الذي حمل همَّ الوطن و رفض أن يكون همًّ على الوطن .
و أثبت ذلك بالفعل و ليس بالقول و إنجازاته الوطنيّة و الإنسانيّة خير دليل على ذلك .
ضيف اليوم يعقوب مراد الكاتب و الصّحفي و الباحث الاجتماعي و عرّاب المحبة الذي لا يفضل إلا لقباً واحداً و هو السّوري يعقوب مراد حيث أجابنا عن عدّة أسئلة في حوارنا التّالي معه :
- ماهو جديدك !؟
- منذ عام تقريباً و أنا بحالة شغف لإعداد كتاب ( المهاجر ) الذي لا أريد العودة من خلاله إلى مئات السنين حين كانت حدود سورية تصل إلى الهند و أرمينية ثم بدأت بالتقلص حتى أصبحت على تخوم البحر الأبيض المتوسط .. بل اكتفي بخريطة سورية قبل مئة عام فقط ، و تحديداً عام ١٩٠٠ ..لوجدنا أن حدودها الشّماليّة كانت ممتدة أكثر مما هي عليه الآن ، و كانت قرية أجدادي اسمها ( ازخ ) ضمن الأقاليم الشّماليّة الثّلاثة التي ضُمت إلى تركيا بموجب معاهدة لوزان عام ١٩٢٣ بين بريطانيا و فرنسا من جهة و بين تركيا التي استولت عليها بعد مذابح سيفو عام ١٩١٥ ، هي حكاية ثلاث عائلات و هجرتها من الأقاليم الشّماليّة الثّلاثة التي استولت عليها تركيا إلى الدّاخل السّوري و من ثم إلى لبنان و منها إلى أوربا ..
-ماهو دور المغتربين ؟ و ماذا يقدمون لبلدهم سورية ؟
- مع بداية الحرب الكونية على سورية اتّخذ أغلبية السوريين المغتربين موقفاً مع الوطن عربون محبة و وفاء و تقدير و عبّروا عن انتمائهم للوطن من خلال تشكيل جمعيات وندوات ومسيرات و احتفالات و تشكيل جمعيات و مواقع إلكترونية
و زيارات دعم و تضامن للوطن و جمع التبرعات
و مساعدة مصابين الحرب و المتضررين و في الوقت
الذي بدأت فيه للأسف هجرة السوريين و رأس المال
من سورية ، كان المغتربين السوريين يضخون العملة الصعبة لمساندة الليرة السورية وإنشاءالمشاريع منذ بداية الحرب القذرة على سورية
والأمثلة كثيرة جداً .، ولسان حالنا :
هذا وطننا ونحن لا نمن على أحد وسنقف معه
وندافع عنه مهما كلف الامر .
و بهذا أثبتوا ثقافتهم بالانتماء لوطنهم سورية .،
و أكّدوا على دورهم الايجابي في كل مجالات الحياة . - ماذا عن التكريم الذي يقدم كل عام من خلال مركز التوازن الإعلامي !؟
- هو قرار اتّخذه مركز التوازن الإعلامي في السويد منذ عام ٢٠١٤ يهدف لتكريم العلماء و المبدعين و الأبطال السوريين خلال الحرب الكونية القذرة التي فرضت على سورية ، الذين حملوا همّ المواطن و الوطن ، و لم يكونوا همًّ على الوطن ، و لأن الإنسان موقف , و أسمى و أغلى المواقف تلك التي تتعلق بالوطن في أوقات الشِّدة , و الأيام العصيبة , و سورية الشامخة قدرها دائماً أن تدفع ثمن مواقفها القومية المشرفة .,ولكن رغم الثمن الكبير الذي ندفعه هذه الايام إلا انه يرخص أمام كرامة الوطن..
- و ثمّة أشخاصٌ يتركون بصماتٍ لا يمكن أن تتلاشى مهما حاول الآخرون ، و ثمّة تواريخ في حياتنا لا يمكن أن نتجاهلها أبداً ..لأنها بمثابة نقطة تحولٍ ، أو نقطةً مضيئةً تبقى في ذاكرتنا كشعاع فرحٍ يظل نوره خالداً ، مهما مرت الأيام أو السنوات .
و أمثالهم نكرّمهم ، و كأنّنا نقول لهم : شكراً لدوركم و وجودكم المشرّف .
• – ما هي الرّسالة التي توجهها لأهل حلب عامّة و للمغترب الحلبي خاصّة ذلك الذي هاجر بسبب ظروف الحرب ؟ - لا أعرف اذا كان يحق لي توجيه رسائل لشعب عرف كيف يحافظ على مدينته بكل السبل الممكنة ، و نجح . و لكن إذا كان لا بدّ من كلمة ، سأقول لأهل حلب : الله يرحم كلّ شهداء سورية و شهداء حلب ، و الله يشفي مصابين الحرب و إن وجودكم و وجودنا الآن ، و فرحكم و فرحنا بالانتصار هو بسبب صمود و تضحيات الشهداء الذين يجب أن لا تنسوهم و لا تنسوا أهاليهم و لا مصابين الحرب الذين يحتاجون اهتمامكم المادي والمعنوي و احترامكم و تقديركم ، و هذا الكلام يصح لجميع أهل حلب في الوطن أو في الاغتراب .
و من المعروف أن الكاتب يعقوب مراد لقب بعرّاب المحبّة لكتاباته و لأعماله الإنسانيّة و رصد مبيع كتبه لمصابين الحرب و هو الذي شكل وفود أوربيّة و زار سورية عدّة مراد للتضامن و المساعدة طيلة فترة الحرب القذرة التي فرضت على سورية ،
و تمّ تكريمه أكثر من مرة في مدينة محردة التي عاش فيها طفولته و شبابه ، و المكان الذي يعيش فيه ، و من أبرشيته السّريانيّة الأرثوذكسيّة و دمشق و اللاذقية و طرطوس و تونس و روما و باريس و الدنمارك خاصّة بعد النجاح الكبير الذي حظيت به روايته ( في حضن الشيطان ) الرواية التي طبعت عدة مرات في أوربا ، و نشرت في العالم العربي بعنوان ( الحقيقة أريد أن أرى الشمس ) و التي تتحدث عن الحرب القذرة التي فرضت على سورية .