المقالات

هل آن الأوان ؟!

كَتَبَ إسماعيل النجار

لقد آنَ الأوان لكي تدفع أميركا وأوروپا ثمن إستعمارها وتنكيلها في الشعوب وسرقة خيراتهم وثرواتهم وقتل أبنائهم، إن الله يمهل ولا يُهمِل،
لطالما كانت الولايات المتحدة الأميركية متحصنه خلف المحيطات وتُشغل نفسها بالتفكير المَلِيّ كيف تستطيع تركيع وإخضاع دُوَل الحديقه الخلفية لها،
كانت الأمبراطورية الإنكليزية والفرنسية تتهيَّء لإجتياح منطقتنا وإخراج تركيا منها،
وما إن اندلعت الحرب العالمية الأولى حتىَ شَكَّلَت فرصة تاريخية لأميركا التي مَدَّت يدها إلى منطقة الذهب الأسوَد في غرب آسيا،
وجاءَت الحرب العالمية الثانية لتعطي واشنطن نفوذاً ودوراً أكبر في منطقتنا جَرَّاء إحتلال بريطانيا وفرنسا لكامل دُوَلِنا وزرع الغدة السرطانية الصهيونية على أرض فلسطين،
أمعنت الدُوَل المُستَعمِرَة في ظلم الناس والقتل العمد الغير مُبَرَّر ونهب الثروات الوطنية للشعوب العربية والأفريقية،
في تونس والجزائر حيث كانت جيوش فرنسا تغتصب النساء وتقتل الرجال من دون تهمة او سبب وجيه وتُبيد الحيوانات الأليفه الحلوبة،
وفي الجزائر تحوَّل المواطنون إلى فئران تجارب للسلاح النووي الفرنسي وقضىَ عشرات الألآف فيها وخَلَّفَت ورائها الكثير من التشوهات الخلقية،
بينما كانت بريطانيا تمارس الأبشع من كل ما أسلفنا ذِكرَهُ في مصر وفلسطين والعراق والأردن وسلطَنَة عُمان والهند وغيرهم من الدُوَل المُحتَلَّة وصولاً إلى أقصى أعالي أفريقيا السمراء،
لَم يترك الإستعمار الفرنسي والبريطاني شعباً إلَّا وأدخَل الموت إلى ديارهم حتى بعدما خرجوا أو أُخرِجوا من تلك البلدان بالتراضي أو بالقوَّة، بقيَ نفوذهم وبقيت مصالحهم ولم تسلم البشرية من شرورهم ونهبهم للثروات،
بعد العام ١٩٧٠ دخلت ألولايات المتحدة الأميركية على خط الهيمنة وفرض النفوذ وكانَ لها الدور الأكبر في تقسيم المنطقة بين موالٍ للغرب وآخر للشرق، فكانوا إذا اختلفت أميركا والإتحاد السوڨياتي السابق يتقاتلون بنا، وإذا اتفقوا يكون ذلك على حسابنا،
وازداد نفوذ أميركا في كل العالم على حساب الأوروبيين الذي تضائَل نفوذهم واضمحَل في كثير من الأماكن لصالح سيطرة أميركا وتوسُع نفوذها،
كبِرَت مصالح الشعوب وأصبحَت حاجة أميركا أكبر مِن ما تستطيع نهبهُ حتى باتَت عينها على ثروات روسيا القيصر فقررت ضرب عصفورين بحجر واحد كسر روسيا وتقسيمها إلى دويلات ليسهُل على واشنطن سرقة خيراتها وإزاحتها كقُوَّة عُظمَىَ من طريقها لتكون الطريق مُمَهدَة أمامها لتحجيم الصين، فكانت أوروپا الظالمة الغبية إحدى أدواتها في تنفيذ مخططها الخطير، وبالفعل نجحت الدولة الماسونية العميقة بإشعال فتيل الحرب في أوكرانيا وإغراق القارة العجوز بآتون النار المُستَعِرَة هناك وإضعاف إقتصاد دُوَلِها وعلى رأسهم ألمانيا الدولة الصناعية الكُبرَىَ فيها،
روسيا صمدَت ولم تنهزم او تستسلم؟ إنما قاتلت بشراسة وكبدَت ألناتو خسائر فادحة بشرية ومادية وعسكرية، ولا تزال نيران الحرب مُستَعِرَة وسط إصرار روسي على هزيمة المشروع الأميركي وإركاع أوروپا التي تجثوا على رُكبَتَيها رويداً رويداً، ولن يطول المطال قبل أن نرى اوروپا مهزومة على غرار ألمانيا واليابان في الحرب العالمية الثانية،
إن الله يشفي صدور قومٍ مؤمنين، عندما يضرب الظالمين بالظالمين،
فهؤلاء جميعاً لم يكونوا يوماً معنا أو أنهم ناصروا قضايانا أو تَرَفَّقوا بنا، إنما كانوا مختلفين فينا ومتفقين علينا،
والله حسبنا وناصرنا فإنه نِعمَ المولى ونِعمَ النصير.

بيروت في…
30/5/2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى