مقالات

هزيمة إسرائيلية جديدة مدوِّية بعد تجرُّع نتنياهو لسُمِّ السنوار!

خليل إسماعيل رمَّال.

إتفاقية الهدنة بين حماس وإسرائيل لخمسة أيام يتخلَّلُها تبادل الأسرى، إذا تمَّتْ ستكون هزيمة مُدوِّية أُخرى لإسرائيل تُضاف إلى جملة خسائرها المُنكَرَة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) بل ما قبل هذا التاريخ بعد أن خبرت قدرة المقاومة في لبنان ومحور الممانعة وستستمر تداعيات هزائمها إلى ما بعد بعد تشرين!١- كما وضَّح سيِّد المقاومة وقائد المحور في خطابه الذي انتظره العالم بما معناه أن أعداءنا أغبياء (وهذا كلام منسوب لآية العظمى الإمام الخميني) وأن إسرائيل لا تتعلم من دروسها ولا تتَّعِظ رغم مسارعتها بتأليف لجان تحقيق لتحديد الأخطاء وأخذ العِبَر.ففي بداية حرب الإبادة على غزَّة التي شاركتها وتشاركها فيها، بل بدافع منها، أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا وأستراليا وباقي دول أوروبا، أعلن النتن ياهو أن الهدف هو القضاء كلياً على حماس وتحرير الرهائن. وكان رد السيِّد إنَّ هذين الهدفين هما عاليي السقف كما كانت أهداف تل أبيب في حرب تموز ٢٠٠٦ مع لبنان، ويستحيل تحقيقهما خصوصاً بعد أن عصفت وتعصف بالكيان أزمات بنيوية، فدروس الماضي القريب تؤكد عدم قدرة الإحتلال على القضاء على شعب حي، وقضية تحرير الرهائن لن تكون هيِّنَة كعملية عنتيبي في أوغندا في ٤ تموز (يوليو) ١٩٧٦ التي كانت المرَّة الوحيدة التي تمكَّنَتْ فيها قوات الكوماندوس الإسرائيلي من تخليص ١٠٠ رهينة احتجزهم فدائيو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالتعاون مع منظمة ماركسية ثورية ألمانية، وهي العملية التي يتغنَّى بها نتنياهو ويذكرها دوماً لأن أحد ضباط القوة الصهيونية الذين نفقوا أثناء العملية كان شقيقه الكولونيل يوناتان نتنياهو. والسبب الوحيد لنجاح الكوماندوس يعود لتعاون كينيا المجاورة التي كانت العدو اللدود لعيدي أمين والتي سهَّلَتْ المهمة للكوماندوز! الأسرى الإسرائيليون لن يُطلَق سراحهم إلا بالتفاوض والمبادلة وهذا ما حصل ويحصل دائماً اذا فهدف تل أبيب المُعلَن أُحبِط. عملية عنتيبي باتت من الماضي وأكل عليها الدرب وشرب وظروف وخصوصية عنتيبي تختلف عن الحاضر لأنها حصلت في أرض أجنبية بينما اليوم المقاومة الفلسطينية ومحور الممانعة قادر ومتمكِّن ويقاتل ويحتجز في أرضه التي يعرفها جيداً كما أن إسرائيل لم تعد كما كانت أسطورة وهمية سادت في زمنٍ ما، لا بسبب قدراتها الذاتية بل بسبب الدعم الغربي غير المحدود لها وبسبب عجز وخيانة أنظمة الردَّة العربية!٢- بعد فشل هدف نتنياهو المُعلَن بتحرير الرهائن بالقوة وضغط عوائل الأسرى الإسرائيليين وتعثُّر بل فشل الهدف الثاني من العملية البرية واستمرار نفوق جنوده على أيدي المتصدين المقاومين الفلسطينيين الإستشهاديين، وافق نتنياهو وهو يتجرع السُّم الهاري على شروط قائد حماس يحيى السِنوار الذي لعب بأعصابه وأعصاب عصابته ورعاته الغربيين. وحتى يلطِّف الطعنة إدَّعى وزير حربه، الحيوان البشري غالانت، الذي يبدو دائماً وكأنه استيقظ من النوم مذعوراً من كابوس دُقَّ بأسفله، أنه بسبب العملية البريَّة لقواته تحققت الهدنة ولم ينتبه للهدف الذي وضعه رئيسه قبل ذلك وبسببه دمروا وغزوا مستشفى الشفاء وقصفوا كل المرافق الحيوية بحثاً عن إنجاز واحد وهو تحرير رهينة واحدة فقط من أيدي حماس أو اعتقال قائد واحد منها يحفظ ماء وجههم لكن بلا جدوى وتلقوا الإهانة وراء الذل! لكن هذا التلطيف لن يلغي حقيقة الهزيمة المُرَّة ولا تهديده باستئناف المعركة بعد تخليص الأسرى لأن الذين سيتم أطلاقهم هم من المدنيين فقط أمَّا الأسرى “الحرزانين” من جنود وضباط ومسؤولين إسرائيليين فسيكونوا الكنز الثمين الذين ستتم مبادلتهم بكل الأسرى المعتقلين في سجون العدو! الزمن الأول تحوَّل وأسطورة الجيش الذي لا يُقهَر داستها أقدام المقاومين وجعَلَتْ من إسرائيل أوهم من بيت العنكبوت!

إنه زمن الإنتصارات مهما غلت التضحيات بالدماء والأرواح التي روت وتروي أرضنا الطاهرة التي لفَظَتْ وتلفظ رجس العدو الشيطاني!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى