المقالات

« أحت ملكو » أميرة أوغاريتية

وصية على عرش أوغاريت

أحت ملكو (أو ملكي) وتعني بالكنعانية- الآمورية أخت الملك،ھو اسم ملكة من ملكات أوغاريت ومن أھل القرن الثالث عشر قبل الميلاد.

ولعل ھذه الملكة ھي الأبعد صيتا فًي نساء ھذه المملكة. لم تكن ھذه الملكة أوغاريتية الأصل أو النشأة، بل كانت آمورية.

وكانت مملكة « آمورو » آنذاك تمتد وسط سورية إلى الساحل السوري الجنوبي وكانت عاصمتھا« صمُور » .التي عرفت فيما بعد باسم« سيميرا »
وھي المدينة الجاثية في تل الكزل، وسط سھل عكار وقد ذكرت ھذه المدينة حوالي ثمانين مرة في رسائل تل العمارنة المرسلة من ملوك بلاد الشام إلى مصر.

وإذا كانت مملكة أوغاريت ھي الأكثر أھمية في ممالك الساحل الشمالي فإن في الوقت نفسه كانت الأقوى في دول الساحل الجنوبي، « آمورو »فكانت ھاتان المملكتان تتصاھران كما ھو في المعتاد في البلاطات القديمة (والحديثة أيضا )ً.
اقترنت الصبية« أحت ملكو » ابنة الملك الآموري« دوتيشوب »بملك أوغاريت « نقمبا »ابن الملك
« نقمد » الثاني.

وكان في نھايات القرن الرابع عشر، أو مطالع القرن الثالث قبل الميلاد.

وكانت« دوطتھا »كما جاء في أحد النصوص الأوغاريتية مجوھرات وفضيات وأنسجة وملابس وفيرة وأوان من البرونز.
وعند وفاة زوجھا في حدود 1274 قبل الميلاد، غدت أحت ملكو وصية على عرش أوغاريت، كما يثبت أحد الصكوك الموقع بختمھاوالسبب في ذلك أن ابنھا« عمشتمرو الثاني »كان حد ثَا عًند موت أبيه ولم يستلم العرش إلا في حدود 1260 قبل الميلاد.

وكان ھذا الإبن الحدث أثيرا لًدى الأم فھيأت له الظروف المواتية،

  • ووطدت له حكمه الذي دام حوالي ثلاثين سنة ( 1260-1230ق.م).
    وكانت أوغاريت الرسمية خلال ھذه المدة منحازة أكثر إلى سياسة الحثيين بسبب وقوعھا في منطقة نفوذھم، بعد
    معاھدة 1269 قبل الميلاد، بينھم وبين المصريين، إثر المعركة غير الحاسمة بين الدولتين عند بحيرة حمص.
    إن علاقة الملكة« أحت ملكو »بابنھا « عمشتمرو »وإيثارھا الشديد له جعلت اثنين من أشقائه يدبران
    مؤامرة ضده، وبعد انكشاف أمر المؤامرة حكمّت الملكة في أمرھما البلاط الحثي وبلاط دولة كركميش (جرابلس على الفرات)، فحكما بنفي الشقيقين إلى جزيرة قبرص، بعد نيلھماحصتيھما من الميراث.
  • على أن يقسما أنھما لن ينازعا « عمشتمرو »ومن بعده أولاده الحكم، وأن يكون حرا فًي اختيار خليفته.
    نفت الملكة ولديھا سعيا لًتوطيد حكم ابنھا الأثير، ثم طلقته من زوجته « بد اَّي » ابنة الملك الآموري« بنتيشينا »بتھمة سعيھابالشر كما أجبرته على طلاق زوجة أمورية أخرى بتھمة فاحشة، لعلھا الزنا.
  • وقد ھربت ھذه الزوجة ثم استعيدت فأغرقھازوجھا « عمشتمرو »في البحر. ودفع للبلاط الأموري المھر الذي
    جلبته لھا عندما تزوجھا.
    وبفضل دھاء الملكة الأم« أحت ملكو » فشلت كل المؤامرات التي دبرِّت للتخلص من« عمشتمرو »وظل محتفظا بًالتاج ثلاثين عاما وانتقل بعده إلى ابنه« إبريانو »
    وفي اعتقادنا أنه كان من الضروري ابتعاد الملك عمشتمرو عن مدينة أوغاريت، حيث الصراعات السياسية والمؤامرات، وبسبب اكتظاظ المدينة بالسكان من كل جنس وتراكب بيوتھا وتھدم أجزائھا منھا في الزلازل فعمل ھذا الملك على إنشاء مدينةجديدة تكون في أقل الأحوال منتجعا قًريبا أًو مكانا لًلخلود إلى الذات والتخلص من إرباكات العاصمة، واختار لمدينته الجديدة مكانا فًي رأس ابن ھاني.
  • وھنا تبدأ قصة أوغاريت الجديدة أو« بيروت الأوغاريتية » وقصة قصرھا الشمالي المكرسَّ للملكة « أحت ملكو »
    والذي سننشره لكم في جزء ثاني مباشرة


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى