“يربوا بعزكن”… مفاجأة السينما اللبنانيّة؟!
بين حركة مرور السير الكثيفة وزحمة الأفلام اللبنانية، هناك فرقٌ شاسعٌ.في الحالة الأولى، تنهار أعصاب المواطن اللبناني الذي يمضي ساعات على الطرقات، فيما تتحسَّن حالته النفسية عندما يقصد السينما لساعتَيْن فقط!والى أن تُعالَج مشكلة “العجقة”، نتمنى أن تبقى حركة انتاج الأفلام اللبنانية ناشطة، لما فيها من تأثيرٍ ايجابيٍّ على السّوقِ ودورٍ في خلقِ فرصِ عملٍ للشباب واصحاب المواهب، تمامًا كما يفعل المنتج والكاتب ايزاك فهد ويستمرّ في تنفيذه اليوم من خلال فيلم “يربوا بعزكن” مع شريكه و مرجعه المنتج سام لحود، و المنتج فارس ناصيف الداعم الأوحد لهذا العمل.هذا العمل السينمائي، الذي تتمحوّر قصّته حول ثنائيَّيْن من مستوياتٍ ماديّةٍ وإجتماعيّةٍ مختلفةٍ يلتقيان في المستشفى خلال عملية ولادة، قبل أن تبدأ الأحداث الشّيقة والطريفة، وصفه فهد، بالـ”الكوميدي الشيّق”، إذ يحمل في مضمونه الكثير من الرسائل و المعاني التي من شأنها أن تغيِّر مفهوم طريقة العيش، لكن بقالبٍ عاطفيّ، عفويٍّ و مؤثر يرسم الضحكة على وجه المشاهد، كما و يبقيهم مسمّرين على المقاعد حتى النهاية.الفيلم المُنتَظر عرضه بتاريخ 24 تشرين الأوّل المقبل في صالات السينما اللبنانية، وهو من توزيع وتسويق “سليم رميا وشركائه”، يتحضَّر القيّمون عليه لـ”أخذه” في جولة عالميّة، لتتعرَّف الدول من خلال كبار الممثلين على أسلوب حياة اللبناني و”تقاليده” وتناقضات المجتمع، كما يأمل المنتج ايزاك فهد، ويتمنّى نجوم العمل عمّار شلق، باميلا الكيك، رولا بقسماتي، تقلا شمعون، غابريال يمين، شادي حداد، رامي عطاالله، نقولا دانيال، وفاء طربيه، غيدا مجذوب، وأنطوان كسابيان… وغيرهم.الفيلم من اخراج دافيد اوريان، مساعد مخرج دوريس سابا (و شريكة في الكتابة)، تصوير حسن سلامة، مونتاج يوسف سلامة، و موسيقى تصويرية اميل عواد.وعن “مغامرة” الإنتاج في ظلّ الظروف الإقتصادية الصعبة التي يمرّ بها لبنان، يعتبر فهد، أنّ “الخوف من شأنه أن يبقي الشخص داخل الحفرة، خصوصًا في بلدٍ لا تفارق الأزمات دربه، منذ أكثر من عشرين عامًا وحتى اليوم، حيث نعيش المشاكل نفسها اقتصاديًّا وأمنيًّا وسياسيًّا، من هنا ضرورة الوقوف الى جانب الوطن و التكيف مع “الستاتوس كو” والمساهمة في اعادة احيائه وتنشيط حركته”.الأفلام اللبنانية الى تزايدٍ في السنوات الأخيرة، وباتت الأعمال المعروضة في الصالات كثيرة، والسبب برأي ايزاك فهد، “ايمان المتمولين في هذه الصناعة و بالتالي استثمارهم فيها و دعمهم للمواهب المحلية، بالإضافة الى أنّ “الأفلام باتت تجارية أكثر، والإقبال المستمرّ لمحبّي الشاشة الكبيرة”.فهد الذي يتمنّى النجاح لـ”يربوا بعزكن” بعد المجهود الذي بُذِلَ لتقديم عملٍ محترمٍ بنوعيةٍ تليق بالمشاهد، (كما و يتمنى المثل لجميع الأعمال اللبنانية)، يأمل في المقابل في معرض ردّه على سؤال “”، أن تتدخّل الدولة اللبنانية بمراجعها المختصّة من أجل وضعِ حدٍّ للقرصنة التي تؤثِّر سلبًا على الأفلام بشكلٍ عام، وأصحاب صالات السينما والمنتجين الذين يتعرّضون لخسائرٍ “موجعة” تقضي على “الشرعيين”، وتخدم “القراصنة”، في مشهدٍ غير عادلٍ وظالمٍ بحقّ كلّ من تعب ووضع نفسه وماله في خدمة هذا المشروع.