مقالات

عن بيان السفارة السعودية وتوقيته ورسائله

إبراهيم درويش_العربي المستقل

بيان السفارة السعودية، أبعد بكثير من حصره بتطورات عين الحلوة.
في اللغة الدبلوماسية، كل حرف يصاغ بدقة وحرفية، وتحسب تبعاته.
لو كان للبيان أثره الموضعي، لحدد منطقة التوتر، مطالبا الإبتعاد عنها، أما ان يطلب مغادرة الرعايا فورا، في توقيت ما بعد الإشتباك الناري في عين الحلوة، حتى ولو كان هناك محاذير من تجدده، فهذا يطرح الكثير من علامات السؤال، حول المعلومات المتوافرة للمملكة العربية السعودية، او حول المهمة الذي أراد هذا البيان تأديتها، فهل يكون بوابة، لتدحرجات متسارعة، أم يكون مجرد ورقة ضغط في الإطار السياسي؟
المتابعون، يدركون أن الوضع الإقتصادي والمالي وصل حدا حرجا، لم يشهده لبنان، على الرغم التدهور المالي الكبير، في ظل وقف أي تمويل للمصرف المركزي للدولة اللبنانية، وانهيار قيمة الدولار ليس أمام الليرة طبعا، إنما كعملة لجأ اليها اللبنانيون لتطويع الازمة المالية، بعد الإرتفاع المتواصل في أسعار السلع، والضرائب المتزايدة المسلطة على رقاب المواطنين، كحل أوحد، ارتأى الساسة أنه السبيل الأوحد، للجم الإنهيار السريع.
وليس بعيدا من كل ما ذكر أعلاه، لا بد من السؤال، هل يدفع الوضع الداخلي في الكيان وإنعكاسات الشمال، الى محاولة ترحيل الأزمة الى خارج الحدود؟ والقاء بوالين اختبار في الساحة اللبنانية؟ عبر أعمال أمنية، أم لعمل عسكري سريع، يريد الكيان منه تحصيل أي نقاط حتى ولو كانت معنوية يمكن استثمارها في الداخل، من دون الدخول في حرب قد يطول أمدها، وتتسع رقعتها؟
وهنا ايضا، لا بد من السؤال هل بدّلت الولايات المتحدة أولوياتها على الساحة الدولية، واستشعرت أن استقرار وأمن الكيان في خطر، ولا بد من تسخين الوضع في الشرق الأوسط، كتوطئة ساخنة، لاعادة إحياء مبادرة السلام العربية، على نار حامية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى